بنوك المصالح المرسلة!!

لو طبقنا المعايير الاقتصادية العالمية، على ما يسمى عندنا – مجازاً – بالبنوك؛ لما نجحت، ولا حتى بالبراشيم والتغشيش وتزوير الشهادات!

ولو طبقنا الأحكام الشرعية الدينية، التي لا تحارب الربا وحسب؛ بل وتحرم الاحتكار والتحايل وأكل أموال الناس بالباطل؛ فلن تجدها غير مؤسسات جشعة مسعورة، همها الأول والأخير و(النص نص) مضاعفة أرباحها الفلكية، التي تعلنها وتهايط بها، في غياب غير مفهوم لنظام (ضريبي)، يلزمها، على الأقل، بتقديم خدمات رمزية للمجتمع، كبناء مدارس صالحة للاستخدام البشري، بدلاً من المباني المستأجرة، التي تنهيها زكاة بنك واحد، وتطور المراكز والخدمات الطبية، وتفرش الشوارع مخملاً وحريراً، فكيف بـ(8) حيتان تتحكم في اقتصاد البلد، وتحتكر لحم (المواااطٍ) حياً، وتشارك الدود في البرزخ!

وهل بقي شيءٌ للدود؟

لقد قرضت البنوك لحمه بالأقساط، وسحقت عظامه بـ(الدعم) في نكبات (صوق الأصهم الصعوطية)، وحتى صوته في الشكوى والتظلم، لن تتورع عن تحويله إلى نغمات جوال، تبيعها لبعض شركات الها….تف؛ لإنقاذها من الإفـ….ـلاس!

وسينبري محامي الشيطان (المظلوم في عمايل البنوك)، ويحمِّل (المواااطٍ) المسؤولية كاملةً: هل ضربك البنك على يدك؟ القانون لا يحمي المغفلين؛ فابلع العافية أحسن لك، وإلا رفعنا عليك قضية (إغراء)، وبلغنا (الهيئة) وسلمناها الصور التي تبتزنا بها؛ لأنك بطيبتك وجهلك بحقوقك، سولت للبنوك النزيهة بـ(الولوغ) في دمك الخفيف! و…. مين جاب سيرة النفط وأسعاره ياهوووه؟

من حيل بنوك (مرتاع البال)، بعد أن تدخلت الدولة وحددت أقصى مدةٍ للتقسيط بـ(5) سنوات: أن تقدم لك بعد (كم) قسطٍ عرضاً جديداً، يشمل تسديد قرضك السابق بكامل أرباحه، ومنحك مبلغاً جديداً بنسبة عمولة جديدة! وما إن يقتطعوا (كم) قسطٍ جديد حتى يتصلوا ويكافئوك بعرضٍ جديد و…. يا مطره حطِّي حطي.. على قريعة (مواااطٍ)!!

وهي بالضبط حيلة (شراء الديون) التي هوت بالاقتصاد الأمريكي (2008)!

أما (أطزج) تلك الحيل فهي: التقسيط بسعر الكاش! التي تشترط حصولك على بطاقة ائتمان (فيزا)، وناهيك عن (الرسوم الإدارية) فإن غرامات التأخير أعلى من (ساهر)! وشبهة الربا فيها أوضح وأوقح من (البيع المؤجل)، والمنتهي بالتمليك… تمليك (قريعة الموااااطٍ) طبعاً وقطعاً!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *