الطريقة السلمانية

ليس سراً أنك تعجز “كثيراً” عن مقابلة مسؤول في إدارة “ما”، أما مقابلة وزير “ما” فهي أشبه بالمستحيل ما لم تكن صدفة فتسرق من وقته، وأحياناً تسعى للحصول على دقائق من وقت هذا أو ذاك المسؤول ولا تستطيع، وكثيراً ما يعاني الصحفيون من ذلك..!

لكن أحد مسؤولي الدولة الكبار كان يؤدي أعماله الكثيرة، ويقابل الناس ويحل قضاياهم، ويحاضر في المحافل والجامعات، فيظهر كمثقف لديه الوقت للقراءة والبحث، وليس سراً أن ذلك هو الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي بايعه الشعب ملكاً للمملكة العربية السعودية.

كثير من الصحفيين يتحدثون عن لقاءات جمعتهم مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتحدثوا باستفاضة عن ثقافته الموسوعية، وحرصه على الوقت والالتزام بالمواعيد، وقد كتب عن شيء منها الكاتب صالح الشيحي في “الوطن” أمس، وتحدث عنها الأكاديمي والكاتب خالد الدخيل الذي أشار إلى أنه جالس الملك سلمان حين كان يعمل على تأليف كتاب تاريخي، ولم يتفق معه الملك في بعض الآراء ومع ذلك كان يناقشه، وكذلك قال الكاتب خالد الغنامي الذي جلس مع الملك ساعة يتناقش معه عن بعض القضايا، والكثير غيرهم قابل الملك وله تجربة معه.

أحياناً يحوم في رأسك سؤال كيف لهذا المسؤول أن يجد وقتاً لكل هذه المقابلات وهو المسؤول الكبير في أسرة الحكم، والمسؤول الكبير في دولة كبيرة يتحمل فيها أعباء كثيرة..؟

حين تحدث الوزير الراحل غازي القصيبي عن حياة الوزير اليومية في كتابه “حياة في الإدارة”، جاء إلى آخر ساعتين في المكتب وذكر أنه خصصها لقراءة الملفات والخطابات، مؤكداً أن الوقت ليس كافياً للاطلاع على كل الأوراق، وذكر قصة فقال: حين كنت في الجامعة ذهبت مرة لزيارة أمير الرياض وقتها الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه، ولاحظت أنه يقرأ الأوراق بسرعة مذهلة، وسألته عن السر، فقال: “لا داعي لقراءة الثلث الأول من الرسالة لأنها ديباجة طويلة، ولا داعي لقراءة الثلث الأخير لأنه خاتمة طويلة، تكفي قراءة الثلث الأوسط”، ومنذ ذلك الحين وأنا أتبع الطريقة “السلمانية” في قراءة المعاملات.

(بين قوسين)

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم قال في مداخلة على محاضرة للملك سلمان في جامعة أم القرى: حين أرى سموكم فإنني لا أرى شخصيةً واحدة، وإنما أرى ما يذكرني بمحبتي لكل رجلٍ مخضرم؛ لأنني أرى في المخضرم الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فكيف إذا كان المخضرم أميراً وكيف إذا كان سلمان بن عبدالعزيز.

فواز عزيز

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *