الشمراني يسيء لنفسه ويفضحهم

هل أبدأ برأس الهرم “أصحاب القرار”، أم بالحادثة الأحدث؟

كلاهما مرتبطان، ولكن ما حدث من ناصر الشمراني “كرد فعل” هو مربط الضجة وصولا للتناطح الجماعي بأمر الميول والتضاد و”التنافر التنافسي” الذي أفسد رياضتنا.

حادثة ناصر الشمراني والمشجع خلال مباراة المنتخبين السعودي والبحريني الودية في أستراليا ليست جديدة في صخبها الجماهيري والإعلامي، وهنا أجدد ما قلته في “تويتر” بأن الشمراني كنجم في ناد جماهيري وريادي يجب أن يعي مسؤولياته، وأن يحرص ـ كل الحرص ـ على تصرفاته ورد فعله، علما أن بعض الأحداث والأفعال المفاجئة تؤدي إلى رد أسوأ على نحو ما حدث من ناصر وهو يرد الشتيمة بأسوأ منها ويصفع المشجع.

كلنا بشر خطاؤون، وخير الخطائين التوابون، لذا طالبت الشمراني بأن يخرج على الملأ أو في بيان ويعتذر عن المشهد المسيء في الفيديو.

آمل ألا يسمع ناصر لمن يبرر فعلته كرد فعل وأن المشجع هو من بدأ الخطأ، وأن الشتائم كانت تستوجب “رد كرامة”، لا يا عزيزي، فأنت أخطأت بالرد بدلا من الهدوء، بل ليتك ابتسمت وطالبت بحقك، ولكن وما دام أنك وقعت في المحظور، فإن اعتذارك يزيد من قدرك ويعزز فيك استيعاب أي استفزازات قادمة، لذا لا تكابر فتكون عرضة لتكرار السقوط أكثر عمقا.

ويا كابتن ناصر أذكرك بآخر أرقامك الساطعة، ونيلك جائزة أفضل لاعب في آسيا، رغم “البصقة” التي أتمنى أن تستفيد من عقوبتها الانضباطية بما يقويك للمحافظة على ما كسبته وأن تستزيد أكثر، وأرجو ألا تنصت لمن يعجزون عن نصحك كأصدقاء أو تقويمك كمسؤولين.

وهنا أتحول إلى المسؤولين، لا سيما أصحاب القرار في اتحاد القدم وإدارة المنتخب ونادي الهلال، فلم نسمع من أي منهم في أكثر من خطأ “أرعن” ولو “لفت نظر” كما في سائر الأخطاء بعقوبات تدرجية، تبرهن على نجاعة الإدارة، ومدى قوة المسؤول في سن اللوائح وتطبيقها، بما يكفل السيطرة على الخارجين عن الروح الرياضية.

واللاعب المحترف من أبجديات تقويمه وتهذيبه إيقاع عقوبة الحسم من الراتب بصرامة ودون تراجع وتغليظها حسب جسامة الخطأ.

وفي هذا المقام من واجب الأندية وإدارة المنتخب أن تضع لوائح تُلزم اللاعبين بقراءتها والتوقيع عليها، والأهم التشدد في تطبيقها كي يعم الانضباط، مع يقيني أن مزاجية أغلب رؤساء الأندية وضعف الفكر الإداري لدى كثيرين من دواعي تهميش كل الضوابط في حالة الفرح أو الغضب أو بـ”حب الخشوم”!، وسأضرب مثالا بالمدربين الأجانب حينما يرفضون حضور المؤتمر الصحفي وتفرض عليهم غرامة مالية، من يدفعها المدرب أم الإدارة؟! وكذلك العقوبات الانضباطية بشكل عام التي يجب أن تضمن العقود.

تنوعت المشاكل والأخطاء دون أن نسمع قرارات رادعة أو تقويمية من اتحاد القدم، وضاعت قيمة المنتخب بتعدد الإدارات دون وضع ضوابط، دون أن أبخس حق الدكتور خالد المرزوقي رئيس البعثة في إخماد قضية الشمراني والمشجع مع وجود بعض الشوائب.

وفي شأن الإعلام، تتعاظم “فضائح” الميول والانفصام في الشخصية بين قضية وأخرى، بتحكم الميول في انتقاد هذا والدفاع عن ذاك، والمؤسف والمؤلم والمخجل أن يتباهى البعض بالدفاع عن الخطأ والتصدي لكل دواعي التقويم، لأن أنصار النادي المنافس يهاجمون أو يتصيدون، فالنصراويون في قضية “دق الخشوم!!” صاروا أسوأ من مرتكبيها بعد الفوز بالبطولة، والهلاليون يدافعون بشراسة عن “رعونة” الشمراني ويبررونها رد فعل!.

أفعال قبيحة يساندها إعلاميون يتصدرون المشهد النقدي والتوعوي وبينهم أكاديميون وتربويون!.

ولا أنسى آخرون من مختلف الفئات 24 ساعة على “تويتر” وبمعرفات خبراتية وأكاديمية ومناصب مهمة، ومع ذلك يتمادون في القذف والشتائم والهجوم الكاسح.

أما المشجع الذي أساء لناصر، فيستحق عقوبة معلنة تفرض عليه من مرجعيته كي تستقيم الأمور، وأن يعي دوره ومسؤولياته تجاه منتخب وطنه وفي آداب تعامله.

خلف ملفي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *