“أشطب الزبائن .. واحرق البضائع .. تسلم يديك..”!

كان الناس يتسابقون في تأسيس متاجر ، ويحرصون على أن تكون بضائعهم مفيدة وصالحة ونقية، لكن شهدنا زمانا يجتهد فيه تجار ، بل ويستميتون على عرض أكثر البضائع فساداً واستفزازاً وضرراً .. ويوزعون ويزايدون لأسباب عاطفية ولإشباع أنفس أمارة بالسوء.

كنا نندهش حينما يفتح أحد البؤساء المتهورين الأوغاد دكاناً في لندن ويطفق في بيع بضائعه الفاسدة وتوزيعها، وبعد فترة تصاب بضاعته النتنة بالكساد، ويغلق دكانه ويبحث عن مهمة أكثر فائدة ورزقاً ويأمل من الله رشداً.

في هذه الأيام بدأنا نلاحظ أن دكاكين البضائع الفاسدة، لم تعد أحاداً، بل أصبحت «مولات» وأسواقاً و«معارض» في لندن وواشنطن وبيروت وطهران وبغداد وصعدة، وأخيراً في الرقة، تتبارى في عرض البضائع، وتتوجه إلى مستهلكين ومريدين خاصين بعينهم لا يقبلون إلا على هذا النوع من البضائع، ويستهلكونها بنهم وشغف وحتى بـ «حبور» وطرب..!

وكل هذه الدكاكين اختارت دول الخليج – والمملكة بالذات – جهة للترويج، ومع الأسف، تجد نوعيتها الخاصة من المستهلكين.

وعلى الرغم من تنوع التجار وتناقضهم وحتى العداوات بينهم، إلا أن إبليس نجح في جعلهم يتكتلون ويتحالفون، ويتفقون، كل على ما كتب له، على توجيه خناجرهم وبضائعهم المسمومة الفاسدة إلى المملكة.

يضاف إلى دكاكين لندن، دكان الظواهري في تورا بوراً الموروث من أسامة بن لادن، ودكان الحوثي في صعدة و«مول» قاسم سليماني في العراق، و«سوق» حسن نصر الله في بيروت، و«سوق» الخليفة إبراهيم زعيم «داعش» في الرقة.

دكان الظواهري الموروث من ابن لادن، سجل زبائنه آثارهم غير المباركة في كثير من مدن المملكة، وتمكنت قوات الأمن الباسلة من شطب الزبائن وحرق البضائع. و«سوق» الخليفة إبراهيم، سجل زبائنه حضورهم في «شرورة» هذا العام، وفي «الدالوة»، وتمكنت قوات الأمن أيضاً من شطب الزبائن، و«تكسيد» بضاعة الخليفة، وأعمال التشطيب المباركة مستمرة.

أما «سوقا» سليماني ونصر الله فقد سجلتا زبائن في «العوامية» على الرغم من أن أهالي العوامية وقواها الحية النابهة ترفض هذا النوع من البضائع، ونددت باختيار العوامية «نقطة توزيع» وتمكنت قوات الأمن من شطب الزبائن، والتشطيب مستمر.

والملاحظ أنه على الرغم من الخيبات التي يتلقاها ثنائي الظواهري ـ الخليفة، وثنائي سليماني ـ نصر الله، إلا أنهم يستميتون، مثلما يفعل تجار المخدرات، على الترويج لبضائعهم الفاسدة في المملكة، ويصرون على تصوير أن زبائنهم الموتورين المتأزمين نفسياً المغالين، هم شعب المملكة وسكانها .

 وتر

يا أرض الله..

إذ المآذن تصدح بعطر الكلم..

أنت مهجة القلب وماء العين..

إذ الموؤودون سئلوا عن أي قتلة يجهرون..

شهودهم يتامى ونواح ثكالى وحزن أحبة..

وسلام وطن الضياء..

ويا المشاء بالفتن وبحور الدماء،

من أي جهنم قد أتيت..؟

يوم وعد الله، طعامك ذا غصة

وأرض الجبابر تتميع كثيباً مهيلاً .

مطلق العنزي

نقلا عن “اليوم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *