الهلال والنصر .. و”الإعلام الهابط”

منذ أن كنا صغارا وهذا السؤال يلاحقنا أينما ذهبنا ، سؤال يتردد في كل مجلس صغارا كانوا فيه أو كبارا ، حتى أصدقاءك في الحي أول مايتعرفون عليك ولا شعوريا تجدهم يلقون عليك نفس السؤال ، وفي المدارس يسألونك إياه قبل حتى أن يتعرفوا على إسمك . . تحديدا في العاصمة نشأ الواحد منهم على أن يكون أزرقا متيما في حب الهلال أو أصفرا عاشقا لذاك النصر . . فهل يا ترى أنت هلالي أم نصراوي؟ .

هل أنت هلالي ذاب قلبك لأزرق أحب البطولات وأحبته فبات زعيما ألفته المنصات وأصبح اسمه يتردد مرات ومرات في كتب الأمجاد والأفراح ، أم أنت نصراوي أحب حتى حرارة الشمس لأجل لونها وعشق أصفرا شع نوره في العالم فافتخر بذلك عشاقه . . الهلال والنصر ، الذكريات الأمجاد ، التاريخ والنجوم ، يوسف وسامي وماجد ومحيسن ، وديربي تفخر به رياضة بلدي في كل حين .

بمثل هكذا مباريات فيما مضى كانت لنا الأمجاد الكروية والأفراح الرياضية التي ملأت آسيا كلها ووصلت لكل أرجاء العالم في الوقت الذي كان فيه إعلامنا الرياضي يلعب دورا حيويا في كل هذا . . ولكن ما إن حصل العكس والتعاطي “الهابط” من إعلامنا لكل شيء يتعلق بهلال ونصر إلا وأثر ذلك على قيمة فنية قوية تحدث داخل المستطيل الأخضر وأصبحت فيه الإثارة خارج الملعب أعلى بكثير جدا من داخلها .

لقد أصبحت رياضتنا مليئة بكل العبارات المسيئة التي ربما تخطر على بال كل شخص . . كأنه أصبح لزاما في ملاعبنا أن يحصل فيها هذه التصرفات والتي تكثر خصوصا قبل هكذا لقاءات بين الهلال والنصر . . وأصبحت كأنها ثقافة كروية لدى البعض وباعتقادهم أن الحب والولاء والتعصب لا يمكن أن يكون إلا بهكذا أمور .

أطل علينا لقاء الهلال والنصر اليوم وكل الأعين كانت تترقب . . إما شمس تشرق فتحرق كل عين تتربص بها ، وإما هلال يهل فيفرح له شعبه ويغيض به كارهيه . . الهلال والنصر وشريط الذكريات الجميلة والتاريخ العظيم والتصاريح المثيرة والنجوم التي تفخر بهم بلدي . . الهلال والنصر حيث الرياض حينما تفخر بأبنائها ، حيث الديربي الأروع بعيدا عن كل “إعلام هابط” .

(مجرد رأى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *