هكذا يموت السعوديّون..!!

بما أنّنا شعب الله (المحتار)، من غير نقطة، فلا بُد وأن تكون لنا طرقنا الخاصة، في الكيفيّة التي نرغب أن نموت عليها، وإذ ما أراد أحدكم أن يعرف القيمةَ التي وهبها إياه: «وطنه»؛ فلينظر إلى الطريقةِ التي سيلقى عليها ربّه، وهي طرقٌ/ ومسالك يُمكن أن يُستدّل بها على قوةِ: «الانتماء» لوطنٍ يدفعك إلى أن تنتهي علاقتك بـ:»الحياة الدنيا» عبر هذه الوسائل:

*الموت الذي ينضحُ «تحليةً» في: «بالوعةٍ» قد فغرت فاهها في انتظار أيّ لقمةٍ سائغةٍ ويُفضّل هذه المرّة أن تكون (وجبةً عائليّةً) مثلاً: أباً وابنه تصعد روحهما إلى البارئ من قعر الحفرة ثاني أيّام عودتهما المزهوّة إلى الوطن. بينما يأتي على إثرهما طالبٌ في ذات المدينة إذ آثرت مدرسته – هذه المرّة – أن تُكرمه في يومه الأخير بوادعٍ تكون فيه غرف التفتيش شاهد إثباتٍ على الاحتفاء بطلبتها المتفوّقين!.

وعلى أيّ حالٍ فإنّ غرفَ التصريف الصحّي والتي تنبعث من فوهاتها رائحةُ الموتِ لم تزل بعدُ: «أغطيتها» قضية شائكةً إذ لم تُحسم بعد إلى أيّ قطاعٍ حكوميٍّ يُمكن أن تُنتسب؛ ما يعني أن خصم: «المواطن» هو: (الحُفَر) وعليه فيلزمه إذا ما أراد أن ينتصر على من ظلمه – وينال حقّه – أن يجرجر معه هذه: (الُحفَر) إلى المحاكم إذ هي الخصم الذي لا ينطق لو كنتم تشعرون..!

*الموت بخطإٍ «طبيٍّ» مغفور وبذنبٍ مشكور وليس إلا الاحتماء بـ:»القضاء والقدر» إنقاذاً من أيّةِ مُساءلة يُمكن أن تكون سبباً في إقالة «المسؤول الكبير» في بلدانٍ مجاورةٍ لنا فيما ذات الخطأ يضطر معه: «الوزير» في بلدانٍ آسيوية ليس إلى: «الاستقالة» وإنما انتحاراً ذلك أنّه رأى الخطأ الطّبي: «جريمة» يستحقّ جراءها معاقبة نفسه بوصفه (الرأس الكبير) وبالطريقة التي يرتاح معها جسداً وضميرا..!

*الموتُ بمجانيّةٍ ونهاراً على يد: «مُفحطٍ»/ أو سائق متهوّر ولربمّا أن تكون الضحيةُ في الحالتين (أسرة كاملة) وما من أحدٍ تُناط به «الفاتورةَ» فيسدّد قيمة هذه الأرواح والتي طالما ذهبت ضحيّةَ الافتقار إلى قانونٍ صارمٍ تُنجز من خلاله العقوبة بحزم قبالة الرأي العام.. ليشهدها بالتالي طائفةٌ من المؤمنين.. وإنّ من الديانة (والمواطنة) ألا تأخذنا في الجناة رأفة.

*الموتُ (الدّاعشي) يأخذ شبابنا وَفق طريقةٍ سهلةٍ / وممتنعةٍ في آن ذلك أنّنا وللتّو لم نتمكن من فكّ شفرة «أسبابها»! إذ تبدأ – تلك الطريقة- تعبئةً بأدواتٍ محليّة تلبس الحقّ بالباطل ثم لا تلبث أن تتطوّر تلك الأدوات فتقسوى/ وتتجبّر.. وتصبح تالياً عصيّة على «الفهم» أكثر من سابقتها فتتجاوز «المحليّة» وتبلغ بالتالي مدىً يُمكن وصفه بـ: «عولمة الخوارج» فبدلاً من أن ننتظر: «المبتعث» وقد آب لوطنه بمنجزٍ دراسيّ يرشحه للمشاركةِ في: «صناعة الحياة» وجدنا: «المبتعثَ» أخيراً وهو مجندلاً مِن صرعى:» كوباني» إذ أسهمَ الموتُ هذه المرةِ في صناعته وليس العكس كما يقال.! وذلك أنّ الذين يصنعون: «الموت» ودمى: «الموتى» على الحقيقة إنما هم وحدهم أولئك الذين يتفنّنون في اقتناص: «السعوديين» بانتقائيّةٍ عجيبة ويخصّونهم بالرحيلِ أولاً إلى الجنة.!

*الموتُ العنصريّ والذي تتولى كبره المجتمعات الأمريكية والبريطانية إما فعلاً أو رضىً بما يصنعه «عرابجتُهم»! حين اشتغلت هذه الأخيرةُ على تصفيةِ أبنائنا المبتعثين وبناتنا (على الهويّة/ والثقافة) ما جعلَهم- وذويهم – يدعون الله بقلوب حرّى أن يجنّبهم العودة إلى بلادهم بـ: «التوابيت»!! وإذن فكم هي المدة الزمنيّة التي باستطاعتنا أن نقطعها كيما يتساوى فيها: «الدم» السعودي الأخضر بالدمِ الأجنبي: «الأزرق»؟!

*الموتُ بيدِ الأبناء تُراق فيه دماء الآباء والأمهات على جدرانٍ يُنعتُ ساكنوها بـ: «المجتمع المتدين/ المحافظ»! على نحوٍ ألِفنا فيه هذا القتل فيما كنّا قبلاً نرى في الهمّ بالضرب جنايةً عقوقيّة
لا يُمكن لها أن تُغتفر ولا هي بالتي تتفق بأيّ حالٍ وهذا المجتمع المؤسس على: «التقوى» بينما نحن الآن بتنا نفيق صبيحةَ كلّ يوم لنتساءل وببرودٍ لافتٍ: هل أنّ المقتول هذا اليوم كان: «أمّا» أم: «أباً»؟! (صدّقوني أنّ المخدرات ليست هي السّبب.. فابحثوا عن أشياء أخرى)!

*الموتُ تردياً من مكانٍ شاهقٍ أو خنقاً بلف حبلٍ حول العنق أو بشرب سائلٍ سامٍ على النحو الذي تتعدّد معه الوسائل فيما يظل «الانتحار» واحداً حيثُ يجترحه (سعوديون) قد تعلموا منذ أن كانوا صغاراً أنّ القتل للنفسِ: «حرامٌ» وأنّ صاحبه موعود بعقوبةٍ مغلّظةٍ يحفظون فيها – عن ظهر غيبٍ- نصوصاً من القرآن والسنة وكلام العلماء إلا أنّ أحدهم بمحض إرادته -وسلامته العقلية- يعمد لـ: «قتل نفسه» منتحراً وعن سبق إصرارٍ يشهده الجميع.. غير أنّنا نُمعِن في المكابرة يوم أن نزعم بأنها «حالاتٌ نفسية»! ليس إلا.! لماذا كلّ هذا الإصرار على أنّنا استثناء عن العالمين ما جعلنا نبقى إلى هذا الوقت ونحن لم نعلم بعْدُ ما الأسباب الحقيقة – وأكيد أنها قويّة/ ومباشرة – تلك التي كان من شأنِها أن فرضت على: «المنتحرين» خيار الموت على الحياة..!

لضيقٍ في المساحة يُمكنك أن تتابع – الصحف الورقية والالكترونية – لتتعرف على المزيد من الكيفيّة التي يموت بها السعوديون.!

خالد السيف

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *