إيران هل وقعت في فخ؟

لم تتوان طهران عن دعم كردستان العراق في بداية هجمات تنظيم «داعش» على الإقليم، وقتها أعلن بارازاني أن طهران أرسلت أسلحة، ومهما كانت رمزية المساعدة إلا أن طهران تعيش هاجس قيام دولة كردية، وانعكاس ذلك على داخلها مثلها مثل تركيا، الشاهد هنا مرونة سياسة طهران ومناوراتها إذا احتاجت.

في اليمن، هل يمكن التعويل على المجتمع الدولي؟ وبشكل أدق هل يمكن توقع موقف من الدول الكبرى الداعمة لاتفاق السلم والشراكة ومن قبلها المبادرة الخليجية؟ وإلى أي مدى ستقف هذه الدول مع «السلم والشراكة»؟ حتى مجلس الأمن الدولي ماذا يتوقع منه أمام محاولات الهيمنة الإيرانية؟ المراقب ليس بحاجة للعودة إلى تاريخ بعيد فالمشاهد أمامنا ما زالت تعرض في سورية والعراق، في بلاد الرافدين التنسيق الأميركي – الإيراني واضح المعالم، لنا الأجواء ولكم الأرض، والمليشيات المدعومة من إيران تسرح وتمرح، حتى في التصريحات الصحافية الغربية لا يأتي ذكر لجرائمها، ألا يشبه هذا ما يحدث في اليمن؟ موقف واشنطن ومن خلفها أوروبا الغربية أمام أحداث اليمن لا يمكن وصفه بالضعف، بل بعدم الاهتمام، وهو أكثر خطورة.

يطرح البعض أن اليمن فخ وقعت فيه السياسية الإيرانية، فهي بلاد صعبة وقبائل مسلحة ويتوقع استنزافاً لطهران، لكن هذا لا يمكن الركون إليه، المال السياسي يمكن له فعل السحر، والقبائل ليست على يد واحدة، بل إننا شاهدنا للمرة الأولى خرقاً للأعراف القبلية بتفجيرات منازل زعماء قبائل، ثم إن «التدجين» السياسي أو الطائفي في أوقات الفوضى والخوف أكثر نجاحاً منه في أوقات السلم.

إيران استطاعت السيطرة السياسية على بلدان عربية من خلال أقليات أو أحزاب مسلحة، لا مانع لديها من رفع أية راية، من مقاومة العدو الصهيوني إلى الحرب على الإرهاب، الحوثي سيرفع راية محاربة تنظيم القاعدة، أيضاً تغلغلت طهران باتفاقات مع أحزاب حاكمة كما حدث في السودان، لا حاجة لإيران في احتلال اليمن بشماله وجنوبه سواء من خلال الحوثي أم غيره، يكفيها انتصاراً سيطرتها على قراره السياسي، لذلك تضع لها مجنداً في كل مفصل من مفاصل الدولة اليمنية.

عبدالعزيز السويد

نقلا عن “الحياة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *