حصتنا من الفساد العالمي !

قال نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) د.عبدالرحمن العبدالقادر «إن الفساد لو اعتبر صناعة فإنه سيحتل المركز الثالث بين الصناعات، حيث يمثل أكثر من ٣ ترليونات دولار ونحو ٥% من الناتج المحلي العالمي» !

وكنت أتمنى لو أن العبدالقادر الذي كان يتحدث في ورشة عمل نظمها مجلس الغرف التجارية بعنوان (توصيات أعمال مجموعة الأعمال B20 لدول مجموعة العشرين) قد أفصح عن حصة المملكة من هذه الصناعة العالمية !
فلا شك أن (نزاهة) تملك اليوم تقديرا لحجم صناعة الفساد المحلي، ومادامت لا تستطيع مواجهته بالأسماء فعلى الأقل تواجهه بالأرقام !

***
لا ينهش الفساد في الثروات، بل إنه ينهش أيضا في قيم وأخلاقيات العمل والاستثمار والمنافسة العادلة، هو لا يسرق المال وحسب، بل يسرق الخير لقلبه شرا، فعندما تصبح الأمانة خط دفاعك الأخير في مواجهة اللصوصية، فإن كثيرين سيجدون أنفسهم أما خيارين لا ثالث لهما، إما خوض المعركة بنفس أسلحة الفاسدين والتحول إلى جزء من منظومته، أو الخروج من المنافسة، وفي كلتا الحالتين ينتصر الفساد، فإما أن تتحول الأغلبية إلى فاسدين أو تخلو الساحة للفاسدين !

***
سلاح مواجهة الفساد لن يكون باستنهاض القيم الأخلاقية وحدها، بل بسن وتطبيق الأنظمة والقوانين التي لا تجعل للفساد مساحة للتمدد أو للفاسدين مجالا للتنفس، إن القانون الحازم والرقابة الصارمة كفيلان بمواجهة الفساد مع الجدية في تطبيق القانون ومعاقبة الفاسدين .. نعم كل ما يتطلبه الأمر الآن هو الجدية !

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *