متى ننسى اللقيطات ؟

اللقيطة : يوحي لك هذا المصطلح بشيء التقطته من الأرض ، انتشلته من القاع ، اللقيطة بإضافة التاء المربوطة لتأنيثها : هي أنثى كانت ضحية لسهوة أحمق وحمقاء قد تجدها تكتب رسالة وداع لطفلها على غلاف مصحف كنوع من إرضاء الضمير وتكفير الذنب ،،

 اللقيطة : هي كائن مظلوم على جميع الصعد ، بأبوين مجهولين تماماً ، ونبذ تام من المجتمع لأنها نتيجة لعلاقة غير شرعية ، تعيش دون هوية لإثبات ذاتها أو حتى لممارسة ابسط حقوقها كالسفر مثلاً ، زواجها يكون غالباً من بني جنسها المشابهين لها (اللقطاء) هذا ان تقبلوا الزواج بها أصلاً ،،

تعيش بين بنات جنسها ، وتتربى على أيدي مجهولة الضمير حتى الآن ، يلقنوهن بوجوب عدم البوح أو المطالبة بأي حق من حقوقهن لأن (احمدوا ربكم في مكان يأويكم ، كمان بتتشرطون ) ما سبق نقلاً على لسان إحداهن طبعاً بعدما تم توبيخها لأنها طلبت الزواج بشخص عادي من أبوين معروفين

الظاهر لنا : أنهن فتيات يعشن بمكان فاخر ، بمستوى مادي قد لاتحلم به الكثيرات ونشاطات متعددة (داخل السكن ) ومبلغ زهيد يقدم لهن كإعانة عند الزواج ،،

 السؤال اليوم ،، بعد الصور التي تحدث عنها أعلاه ، مازلنا نرى طفلة بجانب القمامة ، وطفلاً بجانب مسجد ، وطفلة أمام احد القصور الفارهة ، ليحتويهم أحد رجال الأعمال أو سيدات الأعمال بنفس تلك الدور لرعايتهم ومواجهتهم لنفس المصير السابق ،، متى سنراهم ونحتك بهم وبهن ؟؟

ولماذا يحملون على عاتقهم هم العلاقة التي حدثت بين ابويهم وهم السفر وهم الزواج ، وهم سؤال (انت من وين ، بنت مين ، وين عايشة ) ، وهم الدراسة وتأسيس المستقبل ، وهم مواجهة اليومالمجتمع والعمل والإنتاج فيه كأي فرد نفخ الله به الروح ولا ينقصه أي عضو في جسده ،،

 حتى اليوم ونحن نغلق عليهن الأبواب والنوافذ والأقفال حتى لا يتحدثن ولا يبكين ولا يشكين ، ونطالب بوجود شخصيات سوية لدينا بالمجتمع ،،

تعريف اللقيطة أو مجهولة الأبوين (المصطلح المنمق ) : هي أكثر فرد يجب علينا مراعاته ومنحه حقوقه ، هي أكثر فرد صفعته الحياة من كل جانب ، هي أصدق الموجودين لعدم وجود أبوين لقناها الكذب في الطفولة مع قطرات الحليب ، هي فرد يحق له السفر والدراسة والعمل والإنتاج والزواج ، يحق له الحديث ، يحق له الحياة ،، قبل الدفن.

(أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *