الله يرحمك يا كورة

‏‫

      سؤال يراودني في كل حين .. هل ما نشاهده الآن في رياضتنا السعودية هو أسمى معاني التنافس في كرة القدم والكمال التنافسي في لعبة كرة القدم ؟ أم فقط مجرد إثارة اصطنعها الإعلام من لا شيء تارة ومباركة من بعض رؤساء الأندية تارة أخرى وهدفها رخيص جدا .. هدفها يكون إما تظليل رأي الجمهور ، أو تحقيق أعلى نسبة مشاهدة للبرامج ، أو نيل شهرة بأيسر الطرق .. وأظنها كذلك .

 مالسبب الذي أدى رياضتنا لأن تكون بهذه الصورة التي من الممكن أن تكون أرقى من هكذا صورة نشاهدها .. البرامج الرياضية لماذا لا تقدم مادة دسمة قيّمة يستفيد منها المتابع وليس “هواش ومن أرفع صوت” ، لماذا لا يتم التعاطي في كرة القدم بلا أي تشكيك في النوايا “لأن النوايا لا يعلمها إلا خالقها” ، لماذا ولماذا ولماذا ؟

 هل هذا يسمى احتراف وعدم تكميم الأفواه وديموقراطية في إدلاء الآراء واحترام الرأي والرأي الآخر .. أم أنها بعيدة عن كل هذا .. وأظنها كذلك .

 إعلامنا الرياضي سابقا كان يوجد به الصالح والطالح .. اليوم غالبه طالح بل ومتردية ونطيحة ومرتزقة .

 في السابق صحيح كنا نشاهد مثل هذه الأمور التي هي أبعد ما تكون من “ثقافة التشجيع والمتابعة المحترمة في كرة القدم” .. لكن كان يوجد ما يغطيها من الأمور الصالحة .. مثلا كان المنتخب الوطني إذا لعب الكل معه أما اليوم فلا أحد يدري متى يلعب .. مثلا كانت البرامج تقدم مادية محترمة وهادفة أما اليوم فلا تشاهد إلا غث وسمين و”من اللي حجّر للثاني أكثر” .

 أعتقد أن من بعد 8 ألمانيا وبدأت رياضتنا والتعاطي معها في انحدار ، طغى إعلام الأندية على الصحف والمواقع واللجان ، وبرامج الإثارة المصطنعة بدأت تظهر منذ ذلك الحين .

  أنا لست مثالي “زيادة على اللزوم” وأنا أكتب هذا الطرح يا أحبة .. لكني أعتبر كرة القدم ثقافة تغرس في جسد متابعها أسمى المعاني الجميلة لا القبيحة التي نشاهدها ، وأعتبر الإعلامي هو من يحمل الأمانة والمسؤولية في عنقه مهما كان مجاله واختصاصه وميوله لا إعلامي لا يحترم قلمه وضميره .

 كرة القدم ومتابعتها تمثل شريحة كبيرة من المجتمع ، ومتنفس كبير جدا للشباب في بلدنا خصوصا .. ومتى ما صلحت وصلح شأنها وأمورها والتعاطي معها من أكبر مسؤول إلى أصغر مشجع ، حينها ينتج شباب محترم وواعي ومحب لكرة القدم “الحقيقية” .

(مجرد رأي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *