جوائز المتفوقين .. بين الاستمرار والتوقف

في بلادنا عشرات الجوائز لتشجيع المتفوقين بعضها يحمل اسم المتبرع بها فردا أو عائلة وبعضها باسم المحافظة التي تمنح الجائزة لأبنائها.. وهذه الجوائز يقوم عليها بالجهد والمال متطوعون تبلغ السعادة عندهم قدرا لا يوصف حينما يرون نتيجة عملهم زيادة ملحوظة في أعداد المتفوقين من البنين والبنات في التخصصات المختلفة ومن جامعات ومدارس محلية وعالمية.. وقد أجمع من تحدثت معهم في الحفل الأخير لجائزة حريملاء للتفوق في دورتها السادسة ومنهم المهندس أحمد بن سليمان الراجحي وزير العمل والتنمية الاجتماعية الذي قام برعاية الحفل على أن هذه الجوائز تأتي من ضمن أدوات الحث على جودة التعليم التي نصت عليها “رؤية 2030” وأن التبرع بدعمها أو العمل على تطويرها عاما بعد عام لتشمل مجالات أخرى كتشجيع المواهب وأصحاب الاختراعات يعد من أهم أعمال التطوع التي حثت عليها “الرؤية” الجديدة في أكثر من موقع.. ويبقى أن تسهل إجراءات تسجيل هذه الجوائز لتكون تحت مظلة رسمية تعمل بعيدا عن الإجراءات الروتينية المطولة التي غالبا لا تشجع على استمرارها وربما تؤدي إلى توقف كثير منها.. وقد وعد وزير العمل والتنمية الاجتماعية التي هي الجهة المنوط بها تنظيم مثل هذا العمل أن يقوم بدراسة لهذا الجانب المهم بحيث تسجل هذه الجوائز في الوزارة مباشرة وضمن المبادرات الاجتماعية التي سبق أن أشار الوزير إلى قرب إطلاقها.. وقد أشرت في مقال سابق نشر في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام إلى أن هناك شريحة مهمة من شرائح المجتمع وأعني بها من يتطوعون بأوقاتهم وفكرهم رغم مشاغلهم للتعاون مع الجهات الحكومية في تنمية المجتمع.. ومن حق هؤلاء أن ترتبط اللجان أو الأعمال التي يقومون عليها بالوزير أو الوكيل بدل ارتباطهم بجهات لا تدرك أهمية تطوعهم بوقتهم وفكرهم ولذا تدخلهم في دوامة الروتين المعقد الذي قد يجبرهم على الانسحاب.. وفي ذلك خسارة كبيرة للوطن.. وفي مقالي السابق تحدثت عن اللجان الأهلية في المحافظات التي كانت مسجلة لدى إمارات المناطق وتضم النخب من مجتمعاتها وهو ما مكنها من إيجاد تنسيق بين الجهات الحكومية والمواطنين والعمل على تنفيذ مشروعات تمثل نموذجا مميزا للتعاون بين الدولة والمواطنين. وأخيرا، أعدت طرح هذا الموضوع لأهميته ولعلمي باهتمام وزير العمل والتنمية الاجتماعية بأن تستمر اللجان الأهلية وجوائز تشجيع المتفوقين التي هي الآن على مفترق طرق، فإما الاستمرار أو التوقف بعد سنوات من العطاء ليس فقط في تحقيق هدفها الأساس وإنما تحريك مجتمعات المحافظات للحديث طوال العام عن مناسبة تشكل موعدا مهما للقاء مع مسؤول يستمعون إلى حديثه وهو يشجع شبابهم على التفوق في التحصيل العلمي وفي العمل الجاد المثمر لخدمة بلادهم ومجتمعهم. وفي انتظار حل إشكالية المرجعية لهذه الأعمال التطوعية وسيظل هاجس التوقف عن العمل مسيطرا على أذهان القائمين على بعض هذه الأعمال وهو ما لا يتمناه الجميع بمن فيهم الوزير المتحمس للعمل والعطاء أحمد الراجحي.

علي الشدي

نقلاً عن (الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *