مشاهير السوشيال ميديا وزعزعة القيم

تشكل شبكات وسائل التواصل الاجتماعي إحدى أهم المحطات التي يتوقف الناس أمامها اليوم، فقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم حيث وجدوا فيها وسيلة للتواصل ولتبادل الآراء والمعلومات وللبزنس وللتسلية أيضا.

لا يخفى على الجميع أن غالبية جمهور وسائل التواصل الاجتماعي هم من فئة الشباب، فهم يتابعونها بشكل كبير ويتناقلون ما يحدث فيها بينهم ويتأثرون به، وينجذبون لما يقدمه مشاهير السوشيال ميديا على اختلاف أطروحاتهم ويحاكون أفكارهم وتوجهاتهم فهم بذلك يستطيعون الوصول إلى الآلاف بل مئات الآلاف من المتابعين.

حقيقة أستغرب من بعض التصرفات غير المسؤولة لبعض مشاهيرالسوشيال ميديا الذين يعمدون إلى بث مقاطع مستفزة وتخالف قيمنا وعاداتنا وهم بذلك يعلمون أنهم يسيئون إلى متابعيهم ويفقدون أعدادا كبيرة منهم، ولكن باعتقادي أن البعض منهم يعاني أمراضا اجتماعية ووظيفية ونفسية فيقومون بإنشاء حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعويض النقص الحاصل لديهم، ولنشر ثقافتهم، والإساءة إلى المجتمع، ومحاولة التأثير في متابعيهم بسلوكيات مخالفة للقانون.

شاهدت مؤخرا المقطع الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن يمثل مشهد المعلم، وذهلت كغيري ممن شاهده من عدم احترامه وتقديسه لتلك المهنة العظيمة، فمهنة المعلم من أنبل وأقدس المهن، فعلى يديه ينصلح المجتمع وتتهذب القيم وتنمو وتزدهر الأمم، وبدلا من أن يضع المعلم في مكانته التي يستحقها نجده يتلفظ بألفاظ لا يقبلها إنسان عاقل مسؤول.

فلنفترض أن هذا الشخص (الذي يدعي أنه من مشاهير السوشيال ميديا وأنه فخور بالمقطع الذي سجله ونشره) لنفترض أنه معلم حقيقي، أريد أن أعرف كيف سيربي أجيالا؟ وما الجيل الذي سيتخرج على يديه وهو يريد ايذاء الطلاب الصغار الذين هم أمانة بين يديه؟! لاشك أن ما قام به هذا المدعو يعد تجاوزا غير مسؤول ولا يقبله عقل ولا يرتضيه دين أو ملة، ولابد نحن كإعلاميين وكأفراد فاعلين في المجتمع وكآباء وأمهات من إنكار ورفض هذا السلوك بتوعية أبنائنا بعدم الانسياق وتصديق هؤلاء الذين لا هم لهم إلا الشهرة وجني المبالغ المالية حتى وإن كان على حساب دين أو أخلاق أو بناء قيم مجتمع.

ومن هنا أطالب المسؤولين بإنزال أشد العقوبة على هذا الشخص وعلى أمثاله كي يكونوا عبرة لغيرهم ممن يتجرؤون على قيم المجتمع ويريدون الانسلاخ من قيمنا الإسلامية وعاداتنا الأصيلة، فهم بهذه الأفعال يريدون هلاك المجتمع بفساد أبنائه من خلال إيهامهم أن فعل الايذاء الجسدي هو فعل عادي ويقع ضمن أنواع العقوبات المشروعة والعياذ بالله، كما أني أطالب بضرورة مراقبة هذه الشبكات والتركيز على مضامينها؛ لأنها سلاح ذو حدين، فكما تعمل صورهم على إفادة الناس فهي بالمقابل تشكل خطرا على الجيل القادم، فطبيعة البشر تميل إلى التقليد والاقتداء بالشخصيات المعروفة، لذا من الضروري أن ينتبه المجتمع لهذا النوع من السلوكيات الخطيرة وعدم الاستهانة بها؛ لأنها مع الوقت قد تنسف كل مفاهيم التربية الصالحة، وأطالب أيضا بإغلاق حسابات مشاهير التواصل الاجتماعي الذين يثبت عليهم نشر كل ما من شأنه الإخلال بالقيم أو التقاليد وتطبيق أقصى العقوبات المشددة وإحالتهم إلى الجهات القانونية، الذين يعرضون متابعيهم لمخاطر تقليد سلوكياتهم كونهم قدوة مؤثرة للمجتمع، لأنه سيتم تداول مقاطعهم على مستوى، خاصة مع الانفتاح وسهولة تداول أي مقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

هدى الغامدي

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *