استعرضت الدعم التركي لقطر عقب المقاطعة

صحيفة تركية منتقدة صمت “الدوحة” حيال أزمة الليرة: هل هذه هي الصداقة؟

أردوغان وتميم
الرياض - متابعة، عناوين

أفادت صحيفة تركية، بأن حالة من الإحباط تسود المجتمع التركي حاليا بسبب “الصمت القطري” تجاه الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي جراء قرار العقوبات الأمريكية ضد أنقرة، ما أدى لانهيار كبير في الليرة المحلية.

وقالت صحيفة “تقويم” في تقريرها، الثلاثاء، أن الصدمة التي وصفتها بأنها “غير متوقعة” كانت من طرف قطر التي بدلا من أن تدعم أنقرة اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا، رغم أن تركيا كانت من أوائل الداعمين لقطر خلال مقاطعة السعودية والبحرين والإمارات ومصر لها.

واستعرضت الصحيفة ما وصفته بالدعم التركي الكبير الذي قدمته أنقرة للدوحة على مختلف الأصعدة على خلفية مقاطعة دول الخليج للدوحة بسبب “دعمها الإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى وعلاقاتها مع إيران”.

وقالت الصحيفة إن تركيا سيرت عشرات رحلات الشحن الجوية إلى قطر ووقفت معها جنبا إلى جنب خلال المقاطعة، إلا أنه يجب الاعتراف أن حكومة قطر تتجاهل الوضع في تركيا الآن ولم تقدم الدعم السياسي والإنساني اللازم، متسائلة: “هل هذه هي الصداقة؟”.

وأجرى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اتصالا هاتفيا مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد يوم من تقرير لصحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية، قال إن أردوغان، سيلجأ إلى قطر في خلافه الأخير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونقلت مصادر في الرئاسة التركية، ، أن “الزعيمين أكدا عزم بلديهما على تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق بينهما”.

ولم تذكر المصادر أي تفاصيل حول المكالمة، إلا أنها تجري في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي مشاكل جمة لا سيما بسبب انهيار العملة الوطنية (الليرة) التي وصلت اليوم إلى أدنى مستوى قياسي أمام الدولار الأمريكي في تاريخها.

وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، بعدما ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية، بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمة تتعلق بالإرهاب.

وردا على هذه الخطوة، دعا الرئيس التركي مواطني بلاده إلى دعم الليرة، واصفا العقوبات بأنها حرب اقتصادية، وهدد بالتخلي عن الدولار الأمريكي في التجارة مع دول أخرى.

يأتي ذلك، فيما رفضت وزارة المالية الكويتية تقديم أي قروض لتركيا أثناء زيارة خاطفة قام بها وزير الخزانة والمالية التركي بيرات البيرق.

والتقى البيرق مع نظيره الكويتي نايف الحجرف في اجتماع قصير لم يتجاوز 40 دقيقة عقده في مطار الكويت.

وحسب صحيفة “الأنباء” الكويتية فقد طلب البيرق من الكويت تقديم يد العون لإنقاذ الليرة التركية التي تواجه انخفاضاً قياسياً غير مسبوق.

وأوضحت وزارة المالية الكويتية في بيان أن الاجتماع بين الوزيرين تطرق الى اطلاع الإدارة المالية في الكويت على آخر التطورات الاقتصادية في تركيا، لاسيما أن للكويت استثمارات عديدة في تركيا.

وقالت مصادر مطلعة لموقع “أحوال تركية” إنّ البيرق طلب من نظيره تقديم دعم مالي يقدر بـ 500 مليون دينار كويتي أي ما يصل إلى 1.6 مليار دولار أميركي، من أجل دعم وإنقاذ الليرة التركية.

وأكدت المصادر أن الكويت رفضت تقديم هذا المبلغ نظرا للتوقعات التي تشير الى ان الوضع الاقتصادي في تركيا يتجه نحو الانحدار يوما بعد يوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *