ملايين مفقودة في النفايات

مدونة عناوين منى حمود
منى حمود

نفقد الملايين سنوياً في القمامة بسبب عدم تدويرها أو الاستفادة منها وعلاوة على ذلك نرى أن السلوك المتبع محليا مع النفايات قد يخنقنا مستقبلا إلا إذا تعاملنا مع الأمر كما يجب وركزنا على جعلها صديقة لنا ومصدرا للمال أيضاً. كيف؟ سأجيبكم في الفقرات التالية.

بداية تعرف النفايات على أنها جميع مخلفات النشاط البشري وتتعدد أشكال المخلفات بتعدد الانشطة البشرية. وأهم تلك المخلفات: نفايات الطعام، نفايات البلاستيك، الورق، الزجاج، نفايات التقنية، نفايات المعادن، نفايات سائلة كالسوائل الناتجة عن تشغيل المصانع, نفايات طبية وأخيراٌ نفايات العقار كالمنازل المهجورة والأراضي غير المستخدمة. وقد ينشئ مستقبلا نفايات أو أن هناك نفايات أخرى لم أذكرها ولكن أردت أن أشير إلى أهم تلك النفايات لأنها مألوفة ونراها بشكل يومي. ومن المؤسف أن تلك المخلفات يتم إهدارها ولا يتم إعادة تدويرها والاستفادة منها محليا إلا بنسبة 10% فقط على مدار العام بينما يقدر إنتاج النفايات بـ 130 مليون طناً سنوياً1.

وعن الاستفادة من تلك النفايات بالأخص النفايات المنزلية فيكون إما بتحويلها إلى مواد خام أو تحويل تلك النفايات إلى طاقة. وكنموذج لذلك “دولة السويد” تعتمد على 50% من مجموع النفايات في إنتاج الطاقة فيما أن 49% الأخرى من النفايات يتم إعادته إلى أصله وواحد بالمئة يتم التخلص منه في الطبيعة2. وكمصدر للمال تعود تلك النفايات بالنفع الاقتصادي على دولة السويد وذلك من خلال حصول محارق الطاقة على 43 دولار مقابل حرق طُن من القمامة. على سبيل المثال 2014م تلقت السويد ما يصل 2.3 مليون طُن من القمامة من النرويج وإيرلاندا وبريطانيا، وكمقابل لحرق تلك النفايات حققت السويد ربح ما يقرب من 100 مليون دولار.

ولكن كثير من السويديين يعترفون بضرر حرق النفايات لأنها تبعث الغازات الدفيئة وتطلق غاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى أن حرق شيئا قديم وصنع شيئا جديد يتطلب طاقة أكبر من اعادة التدوير. لذلك قررت الحكومة حث المواطنين على فرز القمامة وإعادة تدويرها بالإضافة لإنشاء محطات لإعادة التدوير، وبالتالي 48% من النفايات المنزلية يتم معالجتها. على سبيل المثال يتم استعادة الألياف الموجودة في الورق حتى سبع مرات وإعادة تدوير البلاستيك حتى سبع مرات. وقد أتاحت إعادة التدوير فرصا جديدة للأعمال التجارية3.

ومن هنا يجب علينا تشجيع ودعم اتخاذ اجراءات جادة بالتعامل مع النفايات المنزلية من خلال حث السكان على الفصل بين أنواع النفايات، وإنشاء محطات لفرز النفايات، وعلى القطاع الخاص أيضا اقتناص الفرصة من النفايات وجني الأرباح من خلال إعادة التدوير. وأما بالنسبة للنفايات الأخرى كالنفايات الطبية فيتم التخلص منها بطريقة منهجية وآمنة للبيئة من قبل مختصين، وكذلك النفايات الإلكترونية والمصانع.

وأما بالنسبة للنفايات العقارية كالمنازل المهجورة والأراضي غير المستخدمة فأقترح على الدولة إذا لم يتم ظهور مالك لها أن تمتلكها وتعطيها لأصحاب المشاريع أو من سيقومون بتشغيلها بالشكل الأمثل لأن وجودها لا يختلف عن النفايات المنزلية لأنها ستكون مكب للنفيات ومأوى للحشرات والقوارض الضارة.


المراجع

1 https://www.alriyadh.com/1827815

2 https://ar.sweden.se/society/recycling-in-sweden/

3. https://www.youtube.com/watch?v=84GRKQDLRd8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *