“داعش”على مشارف بغداد والحوثيون على حدود صنعاء..وجدة تحتضن “التحالف”

عواصم – وكالات :

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الى الشرق الاوسط في جولة تشمل خصوصا الاردن والسعودية بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» كما اعلنت وزارة الخارجية الاثنين.

واوضحت الناطقة باسم الخارجية ان اكثر من اربعين دولة ستشارك بشكل او بآخر في هذا التحالف ضد متطرفي «الدولة الاسلامية» الذين سيطروا على مناطق في العراق وسورية.

وفي الوقت ذاته، قال مساعدون في الكونغرس الأمريكي أمس الاثنين ان مسؤولين من ادارة الرئيس باراك أوباما سيعقدون لقاءات هذا الأسبوع مع كل أعضاء الكونغرس بينما يعرض الرئيس موقفه بشأن مهاجمة متشددي الدولة الاسلامية.وقال مساعد في مجلس النواب ان مسؤولين في الادارة الأمريكية سيعقدون لقاء مع جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 435 بعد غد الخميس. وقال مساعدون في مجلس الشيوخ ان جلسة مماثلة ستعقد مع جميع أعضاء المجلس المئة بحلول غد الأربعاء.

من جهته قال مصدر أمني عراقي ان مقاتلي الدولة الاسلامية هاجموا بلدة مطلة على نهر‭‭‭‬‬‬ دجلة شمالي العاصمة العراقية بغداد بالزوارق الحربية وسيارة ملغومة أمس الاثنين مما أدى الى مقتل 17 شخصا وجرح 54 آخرين.

وذكر المصدر ان الهجوم على الضلوعية على بعد 70 كيلومترا من بغداد نفذ قبل الفجر واستمر ساعتين قبل صد المقاتلين المتشددين.وكان من بين قتلى الهجوم – وهو الأجرأ في المنطقة – مدنيون وجنود عراقيون.وسقط معظم الضحايا نتيجة تفجير سيارة ملغومة في أحد الاسواق.

وتقع الضلوعية بين مجموعة من البلدات السنية التي تشكل حزاما شمالي بغداد حيث تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من انتزاع قدر من السيطرة من خلال تحالفات مع ميليشيات محلية لا تثق في الحكومة التي يقودها الشيعة.

واستغل مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية الفوضى في العراق لاستعراض قوتهم وأصبحوا القوة المهيمنة بين السنة.وقال مصدر عشائري بالقرب من مدينة كركوك الكردية ان طائرات السلاح الجوي العراقي قصفت منطقتين قرب بلدة الحويجة مما أدى الى مقتل 14 مدنيا في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

إلى ذلك ، يلتئم في مدينة جدة الساحلية، تحالف عربي غربي على مستوى وزراء الخارجية لبحث السبل الكفيلة بوقف تمدد تنظيم “داعش” في كل من العراق وسوريا .

ونقلت  “الوطن” السعودية عن مصادر مطلعة أن تزامن الاجتماع مع ذكرى الهجمات هو “محض صدفة”. وطبقا للمصادر ذاتها، فإنه تأكد حتى الأمس، حضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية ولبنان والأردن، لاجتماع الخميس، إضافة إلى عدد آخر من وزراء خارجية دول في الاتحاد الأوروبي، قد يكون منهم بريطانيا وفرنسا. وأشارت مصادر أخرى إلى أن إيران ليست مدعوة لاجتماعات بعد غد.

وسيكون تنظيم “داعش” وكيفية الخلاص منه، “جوهر اجتماعات جدة”، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أنه ستتم “دراسة وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب بشكل عام، وهذا التنظيم الإرهابي بشكل خاص”، مؤكدة على أن حل الأزمة السورية بشمولية سيكون حجر الزاوية في القضاء على “داعش”.
وسيعقد المجتمعون لقاءهم على وقع ما سيفصح عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا من “خطة تحرك” بلاده ضد التنظيم.

وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما أظهر ، الأحد، بعضا من ملامح الخطة التي ينوي اعلانها غدا الأربعاء، والتي تهدف الى الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ«داعش».

وقال أوباما في مقابلة على تلفزيون «NBC» ان الخطة تتضمن مكونات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية، لافتا الى ان الخطة تقوم على خطوات قامت بها الولايات المتحدة وبدأت بتطبيقها مسبقا، مثل حماية الأمريكيين في العراق ومواقع لبنى تحتية حساسة مثل سد الموصل ومدن استراتيجية مثل أربيل في اقليم كردستان.

وأوضح الرئيس الأمريكي: «ان الخطوة المقبلة سنبدأ فيها ببعض الهجوم»، لافتا الى أنه «علينا وضع الحكومة العراقية بمكانها وأنا متفائل أنه وخلال الأسبوع المقبل سيكون هذا الأمر قد تم تنفيذه». وتابع قائلا: «نحن لا ننظر الى ارسال 100 ألف مقاتل أمريكي».

وعلى الصعيد الاقتصادي فان خطة أوباما تهدف الى «اعادة القبائل السنية التي شعرت بعدم وجود صلة لها بحكومة بغداد التي كانت بدورها تهمل احتياجاتهم».
وقال أوباما: «ما أريد للناس ان يفهموه هو أنه وخلال شهور سنكون قد تمكنا ليس فقط من خفض زخم داعش بل سنكون قد تمكنا من الحد من قدراتهم وتقليص المناطق التي يسيطرون عليها وفي نهاية الأمر سنتمكن من هزمهم».

الى ذلك دان المفوض الاعلى الجديد لحقوق الانسان في الامم المتحدة الاردني زين بن رعد الحسين الاثنين في اول كلمة له منذ اختياره لهذا المنصب «دموية» تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي ينشر الرعب في العراق وسورية.

وقال الحسين متحدثا في افتتاح الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة في جنيف ان تصرفات تنظيم «الدولة الاسلامية» تكشف ما ستكون عليه دولة تكفيرية لو حاولت الوصول الى السلطة في المستقبل» مضيفا «ستكون بلاد عنف وشر ودموية لاحماية لغير التكفيريين فيها». واضاف الحسين، وهو اول مسلم يتسلم هذا المنصب، «في العالم التكفيري تخسر حقك في الحياة، ما لم تكن اراؤك مماثلة لارائهم، وهي متزمتة ومتصلبة».

وفي الشأن اليمني، فقد جدد الطيران الحربي اليمني أمس الاثنين غاراته الجوية على مناطق للحوثيين (أنصار الله) في الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية لوكالة الانباء الالمانية(د ب أ) في الجوف ان الطائرات الحربية شنت غارتين في منطقة الغيل مخلفة عددا من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وأوضحت ان الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الجيش واللجان المساندة له من جهة والحوثيين من جهة أخرى بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وتحدثت المصادر عن تراجع الحوثيين عن منطقة بيت الحباري في الغيل بعد تقدم الجيش فيها، الا أنها أوضحت ان الحوثيين لايزالون يسيطرون على منطقة الصفراء والحجر.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الحوثيون استمرارهم في الخطوات التصعيدية المطالبة باسقاط الحكومة والغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وذلك على الرغم من انتهاء فترة المهلة التي قدمتها وزارة الداخلية للحوثيين، مساء أمس الأحد لرفع مخيماتهم من شارع المطار بصنعاء وبالقرب من وزارتها ووزارات أخرى.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي البخيتي ان طريق المطار لايزال مغلقا وأن مخيمات جديدة تم استحداثها أمس الاثنين في تلك المنطقة، مؤكدا أنهم لن يتراجعوا عن التصعيد مهما قدمت وزارة الداخلية من تهديدات لهم.

وأشار الى ان «المشاركين في التصعيد ليسوا جميعهم من الحوثيين، بل هناك أفراد من الشعب لا ينتمون لأي جهة، فقط مطلبهم الوحيد هو نيل حقوقهم من السلطة التي لم تعد تكترث سوى لمصالحها».وكانت قوات مكافحة الشغب حاولت مساء أمس فض اعتصامات الحوثيين في شارع المطار، مستخدمة بذلك خراطيم المياه وغازات مسيلة للدموع.

على صعيد متصل اكد مصدر رسمي اقالة رئيس جهاز قوات الامن الخاصة الذي يعد الاقوى بين اجهزة وزارة الداخلية، وذلك في ظل تصعيد تحرك المتمردين الحوثيين الشيعة في الشارع واستمرارهم في اغلاق طريق المطار.

وقال المصدر «تمت اقالة قائد قوات الامن الخاصة اللواء فضل القوسي وكلف اللواء محمد الغدرة بقيادة هذا الجهاز». وقوات الامن الخاصة هي التي حاولت من دون نجاح مساء أمس الاحد فض اعتصام الحوثيين امام وزارة الداخلية واعادة فتح طريق المطار.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة سعودية أمس ان كافة منسوبي سفارة المملكة بصنعاء غادروا اليمن، بناء على توجيهات صدرت من الجهات العليا.ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصدر دبلوماسي رفيع، لم تسمه، القول ان التوجيهات تضمنت اغلاق السفارة واجلاء كافة الدبلوماسيين والموظفين والبالغ عددهم 50 شخصاً للمملكة، وذلك لحين استقرار الأوضاع على الساحة اليمنية.

وفي ذات السياق، وجهت وزارة التعليم العالي في الرياض باعادة 60 طالبا وطالبة يدرسون الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة اليمنية للبلاد، وذلك حفاظا على حياتهم وسلامتهم، فيما أوضح مصدر دبلوماسي ان هناك تنسيقاً مع الجامعة لتقدير غياب الطلاب السعوديين الى ما بعد اجازة عيد الأضحى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *