منذ عام 2017م، احتجزت السلطات الصينية أكثر من مليون نسمة كجزء من حملة ترمي للقضاء على ثقافتهم ودينهم

حملة من العمل القسري والقمع المستمر الذي تمارسه الحكومة الصينية بحق أبناء طائفة الإيغور

تجبر الحكومة الصينية أبناء طائفة الإيغور والأقليات العرقية الأخرى على العمل في المصانع في مقاطعة شينجيانغ مقابل أجور ضئيلة جدا أو بدون مقابل وفي ظل ظروف عمل قاسية.
يقول السفير الأميركي سام براونباك في خطاب ألقاه في حزيران/ يونيو إن أبناء طائفة الإيغور المحتجزين يتعرضون “للتعذيب الجسدي والنفسي“، والتلقين السياسي المكثف، والعمل القسري.
يذكر أن حملة العمل القسري هذه جزء من القمع المستمر الذي تمارسه الحكومة الصينية بحق أبناء طائفة الإيغور وأبناء الأقلية الإثنية الكازاخية وغيرهم من المسلمين في مقاطعة شينجيانغ.
من الجدير بالذكر أن الطائفتين الإيغورية والكازاخية ينتميان إلى الطائفة العرقية التركية التي تختلف ثقافيا ولغويا ودينيا عن الأغلبية التي تنتمي لطائفة الهان العرقية في الصين.
دأبت السلطات الصينية، منذ العام 2017م، على احتجاز أكثر من مليون نسمة من أبناء هذه الأقليات العرقية في معسكرات الاعتقال المنتشرة في جميع أنحاء مقاطعة شينجيانغ كجزء من حملة ترمي للقضاء على ثقافتهم ودينهم.

مهاجر صيني المولد في كازاخستان يحمل صورة لعائلته في العام 2018. يقول إن والده تم إجباره على العمل في مصنع بمنطقة شينجيانغ الصينية

مهاجر صيني المولد في كازاخستان يحمل صورة لعائلته في العام 2018م. يقول إن والده تم إجباره على العمل في مصنع بمنطقة شينجيانغ الصينية. (Dake Kang/AP Images)

السيطرة على السكان والتحكم فيهم

تفيد التقارير أن بعض المصانع التي تجبر السلطات الصينية أبناء طائفة الإيغور على العمل فيها، تقع داخل معسكرات الاعتقال في مقاطعة شينجيانغ، بينما تقع المصانع الأخرى في أماكن قريبة منها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي عن الاتجار بالأشخاص إن “الحكومة تُخضع العديد من هؤلاء الأشخاص للعمل القسري في المصانع الموجودة في المعتقلات أو المصانع المجاورة التي تنتج الملابس والسجاد ولوازم التنظيف وغيرها من السلع لتوزيعها محليا وربما دوليا.”
وعلى الرغم من أن الصين تقول إن المحتجزين موجودون في المعسكرات لتلقي التدريب المهني، إلا أن العديد من السجناء لديهم بالفعل وظائف جيدة، وغالبا ما كانت وظائف مهنية مثل التدريس، ويدير بعضهم أعمالًا تجارية ناجحة.والظروف داخل المصانع ليست أفضل بكثير عنها في معسكرات الاعتقال، حيث تجبر الحكومة المحتجزين على دراسة اللغة الصينية والخضوع للتلقين السياسي.
والأكثر من ذلك أن “الحكومة تجلب قوات الشرطة والمدربين الخاصين حتى يُدار المصنع بـ “إدارة شبه عسكرية”، كما يقول الباحث المستقل أدريان زنز في تقرير صدر حديثا.
كما تعلن حكومة مقاطعة شينجيانغ عن توفر العمالة الرخيصة لجذب الأعمال إلى المنطقة.
يقول زنز “إن الوثائق الحكومية تتباهى بشكل صارخ بحقيقة أن توفر العمالة من شبكة معسكر الاعتقال الواسعة يجذب العديد من الشركات الصينية لإنشاء المصانع وخطوط الإنتاج في شينجيانغ.”

في هذا الصورة غير المؤرخة، يعمل المتدربون المسلمون في مصنع للملابس في مركز هوتان للتعليم والتدريب المهني في شينجيانغ

في هذا الصورة غير المؤرخة، يعمل المتدربون المسلمون في مصنع للملابس في مركز هوتان للتعليم والتدريب المهني في شينجيانغ. (CCTV/AP Video)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *