من يحاكمون في قضية خاشقجي ؟!

تواصل صحيفة الواشنطن بوست حملتها المسعورة ضد السعودية، وتصوب جميع أسهمها نحو ولي العهد السعودي، وتحرض الكونغرس الجديد على إصدار حكم إدانة ضده، دون أن تستند إلى أي معلومات موثقة أو أدلة ذات مصداقية تدينه شخصيا، فجميع معلوماتها مستمدة مما تنشره وسائل إعلام تركية وقطرية تجاهر بعدائها للسعودية !

مؤخرا شككت الصحيفة بالمحاكمة الجارية للمتهمين بقتل خاشقجي رحمه الله، ووصفتها بأنها هزلية وغير كافية لتحقيق العدالة وكشف الحقيقة، وتتبنى في ذلك الموقف التركي الذي يرفض التعاون مع النيابة السعودية في تقديم أي معلومات أو أدلة تدين المتهمين !

أحد مبررات الصحيفة أن المحكمة لم تعلن أسماء المتهمين وأغفلت هنا أن النظام القضائي السعودي لا يجيز التشهير بالمتهمين قبل صدور الأحكام النهائية، هنا تبرز أكثر من علامة استفهام عن دوافع هذه الصحيفة وغيرها من وسائل الإعلام اليسارية التي حملت لواء قضية مقتل خاشقجي، فرغم الشفافية التي أظهرتها البيانات السعودية في الاعتراف بوقوع الجريمة وكشف المتورطين بارتكابها وتقديمهم للمحاكمة، إلا أن هذا الإعلام ومن خلفه أطراف تركية وقطرية غير معنيين سوى باستهداف شخص واحد دون سواه، فليس مهما قبول حقيقة أنها جريمة شنيعة ارتكبت بالخطأ خارج إطار المهمة المحددة ودون موافقة المرجعيات الرسمية، تماما كما ارتكب العديد من عملاء ورجال الاستخبارات والقوات المسلحة الأمريكية وغيرها من دول أوروبا لجرائم لم تتحمل مسؤولياتها حكومات بلدانهم، مثل جرائم تعذيب سجن أبو غريب وقتل أبرياء بالشبهة في أفغانستان وباكستان والعراق واليمن وبعضهم قضوا في حفلات أعراس بلا أي ذنب، وليس مهما تحقيق العدالة وإدانة المتهمين الفعليين بارتكاب الجريمة، فالهدف ليس إدانة ولي العهد السعودي، بل إدانة مشروعه الإصلاحي الذي يعزز قوة بلاده واستقلالية قرارها !

خالد السليمان

نقلاً عن (عكاظ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *