جودة الحياة .. في تنفيذ الميزانية

لا صوت يعلو على صوت “الميزانية” في مجالسنا هذه الأيام، فهي أهم وأكبر ميزانية في تاريخ بلادنا، ليست بأرقامها فقط، وإنما بأهدافها، وطريقة إعدادها، معتمدة على دعم النمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الإنفاق، والحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين متميزة، وهذا ما ورد بالنص في الكلمة السامية لخادم الحرمين الشريفين التي وجهها بمناسبة إقرار الميزانية، وأضاف أننا عازمون – بعون الله – على المضي قدما في طريق الإصلاح الاقتصادي، وضبط الإدارة المالية، وتعزيز الشفافية، وتمكين القطاع الخاص، والحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين متميزة، وأشار – حفظه الله – إلى أنه وجه الوزراء والمسؤولين بسرعة تنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج ومشاريع. وبعد هذا الكلام الواضح والمباشر من الملك إلى جميع الوزراء والمسؤولين، كلٌّ في مجاله لمتابعة التنفيذ بالشكل الذي أكده الملك شخصيا، وهو أن تكون الخدمات المقدمة متميزة، لا بد من نزول الوزراء والمسؤولين في وزارات وإدارات القطاع الخدمي إلى الميدان عدة مرات في العام، في زيارات تفقدية غير معد لها بفرش السجاد ونظافة المكان، وبالخطابات الرنانة التي تُظهِر أن كل شيء على ما يرام. ومن جانبه، شدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على توفير مزيد من الخدمات، وتحسين جودة الحياة والاستثمار في البنية التحتية للحاضر والأجيال المقبلة، بما يحقق تطلعات المواطنين واحتياجاتهم. وبعد أمر الملك، وتأكيد ولي العهد، وهذه الميزانية التريليونية الضخمة، لا عذر لأي مسؤول في التقصير عن تنفيذ المشروعات في وقتها المحدد، وتقديم الخدمات بأعلى معدلات الجودة؛ لتحقيق جودة الحياة التي أفرد لها برنامج ضمن أهداف “رؤية 2030”. وليعلم كل مسؤول أن أمر الملك وتأكيد ولي العهد قد شجعا المواطن على أن يكون المراقب الأول لسير العمل في المشروعات، وفي مستوى الخدمات المقدمة؛ لضمان تحقيق التوجيه الكريم، من قيادة تحرص على أن ينعم شعبها بالرفاهية في ظل الأمن والأمان والوفرة المالية العالية. وأخيرا؛ المواطن لا يهتم بالأرقام الكبيرة بقدر ما يهتم بجودة الخدمات المقدمة له، ولا يعني التركيز على مطالبة الوزراء والمسؤولين بالنزول إلى الميدان اتهامهم بالتقصير في المتابعة، لكن التقارير المكتبية مهما كانت مصداقيتها ودقتها لا تغني عن الوقوف على الطبيعة، كلما استدعى الأمر ذلك، وسيجد المسؤول نفسه أنه اكتشف جوانب ما كان ليتحقق منها لولا جولته التفقدية التي لم يخطط لها بالشكل التقليدي. واختصارا لمؤشرات الميزانية، التي يطول شرحها، نورد ما قاله وزير المالية محمد الجدعان، إن ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، ومرونته، ومواصلة العمل لتحسين مستويات الأداء الحكومي وكفاءة الإنفاق، مؤكدا أن الميزانية العامة وضعت المواطن على رأس أولويات الجهود التي تبذلها الدولة لمواصلة بناء اقتصاد قوي.

علي الشدي

نقلاً عن (الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *