شكراً أبناء خاشقجي

اللقاء الذي بثّ خلال هذا الأسبوع على قناة cnn ومن ثم تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وأجري مع “أبناء المرحوم جمال خاشقجي.. صلاح وعبدالله”.

اللقاء الهادئ المتزن غلب عليه العقل والحكمة وإن لم يخلُ الحديث عن مشاعرهما العاطفية تجاه ما حدث لوالدهما.. وقد تطرقا إلى أفكارهما التي يؤمنان بها في المجمل عما حدث وما سيحدث.

هذا اللقاء أسعد الكثيرين وأقلق وأزعج غيرهم من المتآمرين.. لقد تحدثا كأي مواطنين صالحين.. هدفهما والدهما وأسرتهما ووطنهما وقيادته.

أبناء خاشقجي قضيا على سيل الإشاعات التي وصلت إلى حد التفسير والتدقيق في النظرات والحديث عن شكل الملابس بل الدخول في النيات خلال لقائهما خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله -.. بل قضيا على أطماع من رغب في استغلال القضية من أجل أجندة واضحة وهي المساس بالمملكة وسمعتها وتأليب الرأي العام العالمي.

في اللقاء قال صلاح خاشقجي: “لقد أكد الملك (سلمان) أن جميع المعنيين سيقدمون للعدالة، وأنا أؤمن بذلك، وهذا سيحدث”، إن كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان – حفظه الله – كانت واضحة جلية منذ البداية، فبعد ثمانية عشر يوماً على بداية القضية كانت الشجاعة السعودية في مواجهة الحقيقة وإعلانها على الملأ، ومن ثم جاءت كلماته – حفظه الله – لنجلي خاشقجي بعد لقائهما على تحقيق العدالة.

النقطة الأقوى في اللقاء هي تأكيد صلاح على العودة إلى وطنه المملكة.. فهو يرى أن مستقبله في مدينة جدة حيث يعمل في القطاع المصرفي.. وهذا التصريح ضربة قاضية لكل من تاجر بقضية خاشقجي وأكثر من التحليل والتبرير والأخذ والرد.. لكنه بهذا الإعلان يقطع الطريق على كل المستغلين.. المستقبل مع المملكة.

الإعلام خلال الشهر الماضي عمل على الشد والجذب والتلفيق والتزييف. خصصت ساعات وأفردت صفحات في وسائل إعلام عربية وغربية من أجل نيل مكاسب صحفية على حساب مشاعر أسرة كاملة، بل نالوا من الرجل وهو عند ربه.. ومحاولة النيل من وطن قوي متكاتف قيادة وشعباً.

لكن للأسف لم يكن هناك لغة متعقلة بل كانت صحافة صفراء، فما هي المصداقية التي نرجوها من هذه الوسائل الإعلامية؟

لقد كسر أبناء خاشقجي كل أحلامهم.. بل تم تلقينهم درساً إعلامياً من صلاح وعبدالله في لقاء قصير جداً لكنه قوي وعميق.. ساهم في وضع النقاط على الحروف ووضع نقطة في آخر السطر.

مها الوابل

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *