هنا السعودية

في زمن مضى كان ذاك المتشدد دينياً يصول ويجول في مواقع تسجيل الكاسيت ؛ يغلق الأبواب ، ويعسر كل ما تيسر من أمور الدنيا ، ويهاجم بشراسه حتى خاف الناس وصاروا يرددون خلفه “هذا حرام ، وذاك حرام” فصارت حياة أكثرهم حراماً في حرام .

وعندما اجتمع بأسياده وقالوا له ما بك اهدأ ما هكذا تعالج الأمور العظام و( الدنيا خضرة نضرة ) لِن يا رجل وخذ من الدنيا ما آتاك الله خذ هذه الحقيبة التي تغص بالأصفار الستة ولك مثلها عشرات كلما أوعزت وحفزت وحرضت ليثور الناس ، ثم في يوم ما سيكون بيدك صولجان الحكم في مكان ما .

قم يارجل تعال هنا ، واجتمع مع رفاقك في هذه البقعة الخضراء من الأرض ؛ لنتفق ونجرب ركوب الخيل كالفرسان ونعيش لحظات من الحلم من القادم ، فتأثر وتأثر حتى لان وصار يطوي كلامه القديم طي الحديد المطواع وبقدرة التخطيط صار كل شيء حلالاً طيبا أيها الشعب افعلوا ما تريدون فكل ماسبق كنت مخطئاً فيه ! ولكن كيف فالدولة تمنع السينما والدولة تمنع قيادة المرأة والدولة أطلقت أيدي الهيئة إياها علينا تراقبنا وتعد أنفاسنا ؟! إذا يا أحبابي الإمعات ثوروا ضد وطنكم إياكم أن تطلبوا ماتريدون بهدوء فالحقوق تؤخذ غصبا سنساندكم ونخل بالأمن.. هنا قتل وهناك سحل وهناك تفجير .

أنت سني احذر الشيعي فإنه لك بالمرصاد . أنت شيعي احذر السني فهو ينتهز الفرصة لتصفيتك . اشتغلت شياطينهم بكل الطرق . ولكن ما بال هؤلاء القوم لا يمتثلون لأمر ؟ ما بالهم لا يحسنون التخلي عن حبهم لوطنهم ؟ لماذا كلما زادت الإنفجارات كلما زادوا تمسكاً بأرضهم ؟! ( ويمكرون ويمكر الله ) وما يدبر الله إلا خيرا ، وكل شيء في وقته بتدبير الله فيأتي عهد جديد لسلمان ومحمد وتبرز الحنكة والحكمة فتقلب كل الطاولات في وجوههم وببساطة الحكماء وبمرونة العقلاء نقلب الصفحات واحدة بعد أخرى لتتحول نقاط الضعف إلى نقاط قوة . فيزداد الناس رضا ويشعرون بنبض الحياة من جديد في شوارع المدن والقرى ؛ ينشدون أغاني الفرح ويعملون وينتجون ويتسامون في كل ميدان بعد أن كانوا يشدون الرحال ليخففوا عن أنفسهم حتى صاروا يرددون السعودية الجديدة ، وهي كذلك بالفعل ليس في أغاني الفرح فقط بل فيما هو أهم لاستمرار البناء والتجدد في كل ميدان وفي الوقت نفسه كنا نهدم آخر قلاع الإرهاب الشيعي والسني ، فيزداد ارتفاع الأصوات في حب الوطن . ليصبح قصيدة لا تتوقف نلقيها كل يوم على مسامع العالم في كل وسائل الإعلام والاتصال الفردي من جيوبنا نخرج أجهزتنا ونقول : هنا السعودية .

وهناك في زاوية صغيرة جداً من الخليج ثارت ثائرتهم وتساءلوا ما الذي يحدث هناك يا إخوان؟ من استندنا عليهم ومدوا لنا أكف خيانة أوطانهم باتوا في السجون ، ومن دربنا ووظفنا ودفعنا لهم مئات الملايين خسرناهم ؟ ماذا سنفعل ؟ ولكن المجرم لا تعييه الحيل ، فلان وخضع ، ثم استعصى وتجبر ثم عاودته الأحلام فخان الرفاق حتى في ميادين الشرف !! وهنا كشفت الأوراق فسقطوا في حفرة كبيرة ومازالوا يحاولون الخروج منها ولكن كعادتهم بالأساليب الرخيصة وبحلقة المفاتيح التي يحملها اللصوص يبدلون مفاتيحهم ويجربونها واحداً بعد آخر ولكنها لاتفتح لهم أي باب للخير ، ولكن ماذا بعد أن ينتهوا من تجربة كل المفاتيح ؟ سننتظر ونرى.

د. أمل الطعيمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *