أطباء: الإجازة تطيل العمر

الرياض - متابعة عناوين

أثبت أطباء قلب، أن الأشخاص الذين يقضون إجازات طويلة، يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بمن يعملون فترات أطول ويحصلون على إجازات قصيرة.

وكشف أستاذ كلية الطب بجامعة هلسنكي تيمو ستراندبرغ، وفريقه العلمي، خلال تقرير قدموه في مؤتمر جمعية أطباء القلب، المنعقد في ميونيخ بألمانيا، علاقة غير اعتيادية بين أمراض القلب والأوعية الدموية وبين الوفيات، من خلال متابعتهم لـ 1200 شخص من رجال الأعمال الأثرياء في هلسنكي لمدة نصف قرن، حيث قسّمهم الباحثون إلى مجموعتين، مجموعة كانت تعيش على نمط حياة صحي، مع تناول الأدوية التي تحمي الجسم من ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول السيء وفقا لنصائح الأطباء، ومجموعة أخرى استمرت في الحياة كيفما اعتادت.

وأثّر تغيير نمط الحياة بالنسبة للمجموعة الأولى من رجال الأعمال، وفقا لستراندبرغ، بصورة إيجابية على الصحة، حيث انخفضت مشكلات القلب عند أفراد تلك المجموعة بنسبة 46% مقارنة بالمجموعة الثانية، وتحسنت حالة الصحة العامة على نحو ملحوظ. لكن عدد الوفيات بين أفراد المجموعة الأولى، خلال 30 عاما، كان أكثر من عدد الوفيات في المجموعة الثانية، واستمر الفرق بين المجموعتين في الازدياد، ما دفع الأطباء إلى البحث عن السر وراء هذه النتائج غير المتوقعة.

واتضح للباحثين فيما بعد، أن السر وراء تلك النتائج كان في قصر الإجازات التي كان يقضيها أفراد المجموعة الأولى بالمقارنة بأفراد المجموعة الثانية، علاوة على أن رجال الأعمال الذين كانوا يعملون فترات أطول في المجموعتين، كانوا يتمتعون بمتوسط أعمار أقل، وتوفوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. فمثلا كانت نسبة الوفيات بين الرجال الذين كانوا يتمتعون بإجازة سنوية مدتها ثلاثة أسابيع أو أقل أعلى بنسبة 37%، مقارنة بالذين كانوا يتمتعون بإجازة مدتها شهرا كاملا.

وأضاف ستراندبرغ، أن الرجال الذين قضوا فترة إجازة قصيرة، كانوا ينامون أقل ويعملون أكثر مقارنة بالآخرين المشتركين في الدراسة، وأن مستوى الإجهاد الذي يعانون منه عمليا أزال فائدة نمط الحياة الصحي، بحسب وكالة (نوفوستي).

ولا يعني ذلك، بكل تأكيد، أن تغيير النظام الغذائي والتخلي عن العادات الضارة هو الذي يؤثر سلبيا على متوسط طول العمر، لكنه يعني، وفقا لاستنتاجات أستاذ كلية الطب من جامعة هلسنكي، أن مكافحة الإجهاد والتمتع بالراحة كلما سنحت الفرصة، يعزز التأثير الإيجابي لنمط الحياة الصحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *