بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز.. إطلاق المكتبة الرقمية العربية الصينية

بكين - عناوين - متابعات

أعلن رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جينبينغ، تأسيس المركز الصيني العربي للتواصل الإعلامي، والانطلاق الرسمي لمشروع المكتبة الرقمية الصينية العربية، والتي تشرف عليها جامعة الدول العربية وتكليف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في السعودية بتطويرها والعمل على بنائها بشكل عصري.

وأشار الرئيس الصيني خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، إلى أهمية نشر مفهوم يدعو إلى السلام والتناغم والحق، وحسن تنظيم الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وتبديد سوء الفهم عبر الحوار وتسوية الخلافات بالتسامح، وإبراز المحتويات الإيجابية والسليمة الداعية لتكريس الانسجام في مختلف الأديان، والتفسير الصحيح لها، تماشياً مع متطلبات العصر، والتعاون في بناء شبكة إنترنت نزيهة.

هذا وتعد المكتبة الرقمية العربية الصينية – وبحسب العربية نت – النموذج الثالث الذي تطرحه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لحفظ التراث الفكري بكل أشكاله، حيث أنشأت مركز الفهرس العربي الموحد والذي جعلت من الرياض مقراً له، وبعضوية أكثر من 4000 مكتبة عربية، تم العمل على تكوينه منذ عشر سنوات، وأطلقت من خلاله بوابات لمعظم الدول العربية، على أن تساعد هذه البوابات في الإجمالي الكلي لكل دولة على حدة، وبالتالي للدول العربية من خلال المخرجات النهائية المجتمعة عبر البوابة الموحدة، حيث تجاوزت من خلال هذا العمل جمع وتوثيق أكثر من مليوني تسجيلة ببليوجرافية وربطها في المحرك العالمي عبر شراكاتها الدولية، والتي تأتي شركة المكتبات المحوسبة الأميركية OCLC من خلال الفهرس العالمي WORLDCAT أحد أبرز التعاونات التي أوجدتها مكتبة الملك عبدالعزيز وأفادت المكتبات العربية منها.

ثم يأتي مشروع المكتبة الرقمية العربية الموحدة التي أقامتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على قاعدة الفهرس العربي الموحد، لإيجاد مناخ ثقافي ومعرفي حديث يبنى على موثوقية الوصول إلى المعلومة، إضافة إلى تحصين الثقافة العربية والحفاظ عليها، وبدأت بجمع المخطوطات والوثائق والكتب النادرة والكتب الحديثة ودفعت بالرسائل العلمية والدراسات الأكاديمية إلى الأمام، عبر شراكاتها مع الجامعات العربية والإسلامية إضافة إلى أوعية المعلومات الأخرى كالوسائط المتعددة والمطبوعات الحكومية والأوعية الإلكترونية.

الجدير بالذكر أن مشروع “المكتبة الرقمية العربية الصينية” يأتي في إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي تضمن في فقراته “تعزيز التعاون في مجال المكتبات والمعلومات” من خلال إنشاء آلية دائمة لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مجال المكتبات والمعلومات، وقد تجسد تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني بإنشاء هذه المكتبة لتمكين المكتبات الوطنية والعامة المركزية والجامعية وغيرها لعرض مصادر التاريخ وكنوز المعرفة العربية والصينية التي تؤسس لعلاقات ثقافية واقتصادية وسياسية متميزة.

وتعمل هذه المكتبة على تعميق التعاون بين المكتبات العربية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية والمكتبات الصينية لتحقيق طفرة في مجال المكتبات والمعلومات، وتبادل مصادر المعلومات التقليدية وغير التقليدية، وفقاً للبنية التحتية المعلوماتية المستخدمة في الدول العربية ومدى تكيفها مع البنية التحتية المعلوماتية في الصين، وإنشاء قاعدة بيانات تتاح على الخط المباشر كدليل استرشادي للمكتبات العربية والصينية الشريكة، ما يسهل عملية التعرف على المكتبات العربية والصينية في إطار الشراكة واحتياجاتها، وإقامة علاقات توأمة وشراكة بين المكتبات الوطنية في الدول العربية والصين، وتعزيز علاقات التوأمة والشراكة بين المكتبات المركزية العامة والمتخصصة، وتشجيع التعاون البيني بين المكتبات العربية والصينية من خلال إقامة مشروعات طويلة الأجل تهدف إلى نشر التراث العربي والصيني المكتوب في الشكل الرقمي.

وتتكون المكتبة من صفحة رئيسية (ca-dlib.org) توجه إلى المكتبتين العربية (ar.ca-dlib.org) والصينية (cn.ca-dlib.org) متشابهتين في الأقسام ومختلفتين في المحتوى، واحدة تحمل المحتوى العربي والأخرى المحتوى الصيني، وتتكون المكتبة الرقمية العربية الصينية في صفحتها الرئيسة من قسم خاص بالمكتبات الثلاث المؤسسة: جامعة الدول العربية ومكتبة الصين الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وقسم آخر للمكتبات الأعضاء في المكتبة من كل دولة من الدول العربية ومرتب هجائيًا حسب الدول يبين مشاركة كل مكتبة، وقسم يعرض جديد المكتبة الرقمية ويمكن الوصول من خلاله إلى هذه الأوعية وعرض نصوصها، وقسم الأخبار، وقسم الفعاليات والأنشطة، وقسم المشروعات العربية ذات الصلة والمواقع الصديقة، بالإضافة إلى قسم استطلاع الرأي والقائمة البريدية. وستضم المكتبة الرقمية العربية الصينية جميع المكتبات الوطنية العربية والمكتبات الرئيسة الأخرى في العالم العربي، إضافة إلى مكتبة الصين الوطنية والمكتبات الصينية ذات الاهتمام بالثقافة العربية الصينية المشتركة. وستكون المكتبة الرقمية العربية الصينية نواة لبوابة تضم مكتبات رقمية مشتركة بين العرب والثقافات العالمية لتكون جسرًا ثقافيًا وحضاريًا عالميًا.

وفي سياق العمل الثقافي العربي المشترك، تستعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إلى تطوير الفهرس العربي الموحد ليكون مشروع القرن في خدمة الثقافة العربية والإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *