قنوات بي إن سبورت.. والتوظيف السياسي!

في تزاوج هجين بين الرياضة والسياسة بضيق أفقه، حين اسغلت قنوات «بي إن سبورت» القطرية، والتي تنقل مباريات كأس العالم المناسبة الرياضية سياسيًا ضد المملكة، والإساءة من قبل ضيوفها، ومذيعها، بتحليلات عكست الانحياز الإعلامي المفضوح، وإطلاق أبواق إعلامية نشاز، تريد أن تشعل فتيل أي أزمة؛ بما يؤجج مشاعر الغضب، والكراهية بين شعوب المنطقة، وبما انعكس – مع الأسف – على مجمل المنظومة الأخلاقية، وبالتبعية على العلاقة التفاعلية بين عالم الرياضة، والمجال العام، وبشكل أصبحوا فيه مجرد أوراق على طاولة اللعبة السياسية.

الرياضة هي سفير سلام، ومحبة، وتلاحم بين الشعوب، وليس العكس. وبما أن القاسم المشترك بين كل هذه الممارسات، تنبئك عن مؤشر هالك على وزن تلك القناة الرياضية، وقدراتها الهزيلة، بعد أن انكشفت أخلاقيات منظومتها الرياضية بمناكفات بين أجندتها الكريهة، واستمدت من البيئة المحيطة بكوادرها مددًا إضافيًا من التشوهات؛ من أجل ألا تسلبها تلك الممارسات العرجاء أداة مهمة من أدوات تنفيذ سياستها.

المطلوب، أن يلتزم الجميع بقاعدة: «ترييض السياسة، وليس تسييس الرياضة»، وهو ما نصّت عليه المادة «19» من قانون الفيفا، بأن: «أي محتوى إعلامي يتم تحميله، أو نشره، يجب أن يتسم – دائمًا – بالروح الرياضية، والاحترام، والذوق الرفيع، ولا يتضمن بأي وسيلة معاني رسالة عنصرية التمييز ضد بلد، أو أي شخص، أو العرق، أو اللغة، أو الجنس، أو السياسة، يمنع بشدة، ويعاقب بالطرد، أو الحرمان». كما أن كل المؤسسات العالمية للرياضة، كاللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم، تؤكد رفضها القاطع، والتام؛ للتداخل بين السياسة والرياضة؛ وبما يحقق المعادلة المطلوبة بين الأهداف النبيلة للألعاب الرياضية.

من هذه الزاوية – نفسها -، وارتباطًا بما سبق، فإن إقحام الرياضة في عالم السياسة، يعتبر أسلوبًا من أساليب الفساد، والذي من شأنه أن يشوه الذائقة الرياضية، ويفقدها الكثير من مصداقيتها، بل وتضرب الرياضة كصناعة، – خصوصًا – بعد أن عبّر النفاق السياسي الذي اجتاح القناة الساحة الرياضية؛ الأمر الذي يتطلب تصعيد الأزمة لدى الاتحاد الدولي «الفيفا»؛ لوقف التعامل مع قناة «بي إن سبورت» القطرية، واحتكارها بث مباريات كأس العالم، بعد أن استغلت منبرها الإعلامي الرياضي لأغراض سياسية، والعمل على سحب كل حقوق البث الحصري للمنافسات الكروية العالمية منها مستقبلاً.

سعد بن عبدالقادر القويعي

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *