الولايات المتحدة تعول على حنكة المدرب الألماني كلينزمان في البرازيل

بيروت – أ. ف. ب :

تحلم الولايات المتحدة بتكرار انجاز بلوغها ربع نهائي 2002 عندما تخوض نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم بتشكيلة مطعمة بالخبرة والشباب على رأسها المدرب الالماني يورغن كلينزمان.

لكن لتحقيق ذلك يتعين على لاعبي المدرب الذكي تخطي مجموعة سابعة بالغة الصعوبة تضم المانيا بلد كلينزمان، غانا التي واجهتها سابقا (خسرت امامها 1-2 في الدور الاول في 2006 وبالنتيجة عينها بعد التمديد في الدور الثاني عام 2010) والبرتغال.

يعلق كلينزمان على امال التأهل: “المجموعة فيها الكثير من التحدي. لكننا بنينا ثقة كبيرة بانفسنا في اخر سنتين ونصف السنة، وعشنا انجح سنة في تاريخ المنتخب. فرصنا في بلوغ الدور الثاني واقعية جدا”.

تملك الولايات المتحدة افضل انجاز في كأس العالم بعد منتخبات اوروبيا واميركا الجنوبية، فبعد حلولها ثالثة في نسخة 1930 الافتتاحية، خلقت احدى اكبر مفاجآت المونديال بفوزها على انكلترا 1-صفر في باكورة مشاركات الاخيرة في البرازيل 1950.

استضافت النهائيات في 1994 في ظل درجة حرارة مرتفعة وبلغت الدور الثاني. حافظت بعدها على استقرار التأهل، وكانت قريبة من نصف نهائي 2002 لولا الحاجز الالماني وخسارتها بفارق ضئيل.

استهلت الدور النهائي من تصفيات كونكاكاف الاخيرة بدعسة ناقصة على ارض هندوراس، فشكك الاعلام بمقاربة كلينزمان وتكتيكاته، لكن الشكوك ذابت بعد سيطرة “ستارز اند سترايبس” على المجموعة الموحدة مع سبعة انتصارات في 10 مباريات لتتأهل للمرة العاشرة الى النهائيات.

يعول المنتخب الاميركي على عموده الفقري المؤلف من الحارس المخضرم تيم هاورد (ايفرتون الانكليزي) بعدما اكتسب صاحب الـ35 عاما خبرة طويلة في الدوري الانكليزي، المهاجمين كلينت دمسي (سياتل) وجوزيه التيدور (سندرلاند الانكليزي) بالاضافة الى لاعبي الوسط مايكل برادلي (تورونتو الكندي) وجرماين جونز (بشيكتاش التركي).

لكن اللافت كان استبعاد كلينزمان المهاجم لاندون دونوفان (32 عاما) افضل هداف في تاريخ المنتخب (57 في 114 مباراة دولية) بعد مشاركته في ثلاثة مونديالات وافضل هداف في تاريخ الدوري المحلي برقم قياسي حققه بعد عملية استبعاده (136)، فدافع عن نفسه قائلا: “المهاجمان الاخران يتمتعان بافضلية عليه في بعض النواحي. لذا اتخذنا هذا القرار”.

ورأى انه برغم اكتساب دونوفان الخبرة الا انه “ربما خسر الناحية البدنية. لقد كان رائعا في السنوات العشر الاخيرة مع المنتخب. القرار ليس موجها ضده بل لمصلحة لاعب اخر”.

وعبر لاعب وسط روما الايطالي السابق برادلي عن حزنه لاستبعاد دونوفان: “يصعب ان نراه غاضبا وحزينا لعدم الذهاب الى كأس العالم”، واضاف حارس المرمى هاورد: “المخضرمون يحبونه ويقدرونه ومن الصعب سماع انباء مماثلة”.

وما زاد الطين بلة استحفاف ابن كلينزمان جوناثان (حارس المرمى الذي مثل الولايات المتحدة في الفئات العمرية) باستبعاد دونوفان على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ان يسحب تعليقه ويتم الاعتذار من اللاعب الذي قدم كثيرا لبلاده.

ضم كلينزمان لاعب الوسط اليافع جوليان غرين (18 عاما) صاحب الجنسية الالمانية الى جانب الالماني المولد جون بروكس (21 عاما)، لكنه نفى ان يكون تمديد عقده حتى مونديال 2018 لعب دورا في خيارات تشكيلته: “هي مرتكزة على الوضع الراهن ولا علاقة لذلك بعقدي. شعرنا بقوة ان هؤلاء الشبان جاهزون لكأس العالم”.

بدأت الولايات المتحدة استعداداتها النهائية بفوز على اذربيجان 2-صفر بهدفي الظهير ميكس ديسكيرود والمهاجم ارون يوهانسون في سان فرانسيسكو في 27 ايار/مايو الماضي. تلتقي الولايات المتحدة تركيا الاحد 1 حزيران/يونيو في نيوجيرزي ونيجيريا في السابع منه في فلوريدا.

 

المدرب: يورغن كلينزمان

يؤكد المدرب الالماني انه لم يتردد في اتخاذا قرارات غير شعبية خلال اختيار تشكيلة الولايات المتحدة للمونديال.

بعد ثماني سنوات من انطلاق مشواره التدريبي، حصل كلينزمان على ضوء اخضر لتحويل المنتخب الاميركي الى قوة كروية عالمية.

تحت قيادته، وبعد سنة اولى مقلقة، احرز الكأس الذهبية في 2013، وهيمن على التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014، كما حقق فوزين كبيرين على ايطاليا 1-صفر في شباط/فبراير 2012 والمانيا 4-3 في حزيران/يونيو 2013.

ساهم كلينزمان (49 عاما) كلاعب في احراز بلاده مونديال 1990 وكأس اوروبا 1996، لكنه لم يحصل في بلده على ثقة الجماهير، لذا يريد تصفية بعض الحسابات المحلية والسعي للتأهل الى الدور الثاني من مجموعة تضم المانيا بالذات.

بدأ مسيرته مع شتوتغارت كيكرز عام 1981 وختمها في 1998 بعدما حمل الوان 8 اندية هي شتوتغارت، انتر ميلان الايطالي، توتنهام الانكليزي، بايرن ميونيخ الالماني وسمبدوريا الايطالي في اربع بطولات مختلفة.

احرز لقب الدوري الالماني في 1997 وكأس الاتحاد الاوروبي (1991 مع انتر و1996 مع بايرن) ولقب افضل لاعب في انكلترا (1995)، لكنه ترك بصمة كبيرة مع منتخب بلاده (48 هدفا في 108 مباريات دولية).

بعد اعتزاله، انتقل “كلينزي” الى الولايات المتحدة بلد زوجته ديبي عارضة الازياء السابقة، فاستقر في هانتينغتون بيتش على ساحل فلوريدا مهتما بطريقة عمل الرياضة الاميركية المحترفة.

بعد كارثة 2004 ترك صديقه السابق رودي فولر تدريب منتخب المانيا، فكانت التفاتة الاتحاد الالماني اليه مفاجئة قبل سنتين من مونديال 2006 على ارضها، ليثير تعيينه غضب الاعلام الشعبي بسبب تنقله الدائم بين المانيا والولايات المتحدة والزج باساليب تدريب جديدة.

اشرف ابن الفران على منتخب بلاده وقاده الى المركز الثالث عندما كان يواكيم لوف مدرب المانيا الحالي مساعدا له، علما بانهما سيلتقيان في الدور الاول في البرازيل.

بعدها بسنتين، جاء ناديه السابق بايرن طلبا لمساعدته، فاراد ادخال الثورة في النادي البافاري مع اساليبه الاميركية لكن مشواره السلبي انتهى بعد تسعة اشهر فقط.

استلم كلينزمان القريب من رئيس الاتحاد الاميركي مهامه في 2011 وبرغم عدم تحقيق نتائج خارقة، الا انه يلقى دعما من اتحاد الكرة، فقال رئيسه سونيل غولاتي: “احد اسباب تعاقدنا مع كلينزمان كان التقدم في برنامجنا الى الامام، ورأينا المراحل الاولى منه على ارض الملعب وخارجه في عدة نطاقات”.

اصبح هاوي قيادة الطائرات المروحية في جنوب كاليفورنيا اول مدرب اجنبي للمنتخب الاميركي في 16 سنة، لكن نجاحه في التصفيات منحه تمديد عقده حتى 2018.

 

نجم الفريق: كلينت ديمسي

كان ديمسي عنصرا رئيسا في تشكيلة بلاده في التصفيات الاخيرة والاكثير مشاركة في 14 من اصل 16 مباراة.

نشأ ديمسي في ولاية تكساس وعاش معظم طفولته في منازل متحركة مع عائلته، فرض لاعب الوسط الهجومي نفسه في الدوري الاميركي للمحترفين مع نيو اغلند ريفولوشن فجذب انظار فولهام الانكليزي، حمل الوانه خمس سنوات واصبح افضل هداف في تاريخه، واول اميركي يسجل ثلاثية في البرمير ليغ.

انتقل الى الجار اللندني توتنهام لفترة وجيزة، لكنه قرر العودة الى بلده السنة الماضية مع سياتل ساوندرز الذي اعاره مجددا الى فولهام.

مثل بلاده اولا في كأس العالم للشباب 2003 في الامارات العربية المتحدة، ثم المنتخب الاول في تشرين الثاني/نومفبر 2004 ضد جامايكا.

كشف عاشق الارجنتيني دييغو مارادونا في صغره، انه اصر على ممارسة كرة القدم تكريما لوفاة شقيقته اليافعة جينيفر بمرض دماغي بعدما كانت لاعبة كرة مضرب واعدة،

سجل ابن الحادية والثلاثين في كأسي العالم 2006 و2010 ليصبح ثاني اميركي يحصل على هذا الشرف بعد براين ماكبرايد.

في اوقات فراغه، يهرب من عالم الكرة بممارسة صيد السمك، وهو شغوف بموسيقى الهيب هوب والراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *