رمضان بن جريدي العنزي

كاتب صحفي

كورونا عدو شرس لكن له فوائد جمة!

فيروس كورونا وباء خطير وشر مستطير، مازال في ذروته عدواً شرساً لدوداً وقاسياً، لا يعرف التهدئة والمهادنة والتفاهم، ليس عنده لطف ولا لين، ولا يعرف العطف والمهادنة والرحمة، ومازال في ذروته وشراسته وعدوانه، والاصابات به لم تتوقف. إن المعركة لم تحسم بعد مع هذا العدو المخفي اللدود، فهو ما زال في الميدان، يتمتع بالشدة والقوة، يتحين الفرص، ويتقن المراوغة، يتربص بالناس، ولا يحاول الإستسلام، محدثاَ الماَ وحزناَ هنا وهناك، مما يستدعي من الجميع البقاء على أهبة الإستعداد، وإتباع الإرشادات والتعليمات، لأن أي تهاون أو تلكؤ أو خلل سيكلف الجميع خسائر جسيمة، فتذهب كل التضحيات والبطولات أدراج الرياح، هباءاَ منثوراَ، (وكأنك ...

  • منذ 4 سنوات

كنا ثلاثة!

كنا ثلاثة، متحدون في الأمزجة، وأعمارنا متقاربة، قلنا سنبحث عن فضاء فسيح، ومدن خالية من الزحام، نجدل المسافات سعيًا، نغازل النجمات ليلا، ونرهف السمع لصوت المنابر، ونرفض من يعكر علينا صفو النهار، هي المناخات إذا ما جاءت صارت حالمة، نيمم وجوهنا شطر الفرح، ووجهتنا واضحة، وغاياتنا مثل بزوغ النهار، هو الندى تدرج في أرواحنا مثل خصال السحاب، والأرجوان نابت في حديقة زاهية، يحيل القلب إلى بلورة من ذهب. كنا نمشي في طرقات المدينة، نبحث عن حيها القديم الذي من العتق انحنى، والدرب فيه انكسر، في الزاوية عجوز نحيل، كأنه قوس ربابة، يتوكأ على عصا من قصب، تقذفه الهواجس، وينتابه صخب ...

  • منذ 4 سنوات

الشيخ راكان المرشد طراز من الرجال مغاير

الشيخ راكان بن بشير بن سليمان المرشد رحمه الله، شيخ فاخر، وطراز من الرجال مغاير، حياته كلها تضحيات ومواقف ونبل وكرم وثبات، حتى أصبحت سيرته من بعده عناوين خالدة، وأعمدة راسية، وروايات للتضحية والإثار والإخلاص، ومدارات واسعة من العطاء، مجبولاَ كان على جمالية اللفظ، وجمالية العمل، وجمالية الأداء، وله هدوء جميل، احتدمت في روحه معاناة الآخرين، وعاش همومهم وألآمهم، كان في كل أموره يطوع نفسه في خدمة الآخرين بأسلوب مغاير ومتفرد ووفق إيقاع خاص، يؤثر العمل بصمت، ويأبى الإعلان عن نفسه، لأنه يؤمن أن الأعمال المؤثرة تعلن عن نفسها دون تدخل من أحد. جعل من شخصيته له وحده وليست لغيره، ...

  • منذ 4 سنوات

كل يبي يزرع على جسمنا ناب!

شطر من بيت من قصيدة خالدة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، عبر فيها تعبيراَ حقيقياَ ومغايراَ عن حالة البعض البغيض، الذين يلغون علينا ليلاَ ونهاراَ، ويجاهرون بكرهنا، حقداَ وحسداَ من عند أنفسهم، لا وظيفة لهم سوى التصريحات الملفقة السوداء، واختراع الأكاذيب، وقلب الحقائق، يمارسون علينا كل موبقات الغدر والجحود والخيانة، ويجيدون نسج الأخبار الكاذبة، ويطرحونها بطريقة فضة غامضة وصادمة، يحاولون أن يجعلوا من حديقتنا الخضراء أرضا ميتة، ومن رخامنا الثمين مجرد أتربة، غرباناً تحاول أن تكون حماماَ، وقروداً تحاول أن تكون غزلاناً، انشغلت بالتوافه من الأمور، وتنساق إلى صغائر الأشياء، الألوان عندهم تختلط، والخطوط تتشابك، والمواقف تتبدل، ...

  • منذ 4 سنوات

كورونا أرعب المهايطين وأوقف هياطهم!

فيروس كورونا كما غير العالم وألغى برامجه وخططه وتنبؤاته، وأوقف حركة طائراته وسياراته وسفنه وقطاراته، وعطل سياحته، وأغلق مسارحه ومكتباته ومعارضه وأسواقه ودور علمه، ألغى أيضاَ وبشكل ملفت سريع وعجيب (الهياط) بكل تنوعاته ومعالمه وحركاته وفشخراته الكاذبة، وحطم أسطورته الكاذبة الباهتة وأخفى بسرعة فائقة مريدية ومحبية ومصوريه ومادحية والداعين له والمطبلين له. لقد نما (المهايطين) وتكاثروا بيننا مثل طحالب البحر ونبات الفطر ونشارة الخشب، لا يحملون من العلم والفكر واللغة والفائدة شيء سوى الهياط الكثيف واللغو المبين وفق ثقافة بائدة، وعقلية راكدة، وتنظير سطحي، وطرح واهن وضعيف، استغلوا وسائل التواصل الإجتماعي أسوأ إستغلال من أجل تفريغ طرحهم الهلامي، وإشباعاَ لنهم ...

  • منذ 4 سنوات

بأمر كورونا العالم يتوقف!

الحياة في العالم شبه متوقفة ولم تعد كما كانت عليه من قبل، لا المطارات كما كانت مطارات، ولا الموانىء موانىء، ولا محطات القطارات محطات، ولم يعد بالأسواق متسوقين، والشوارع صارت شبه حالية، وبعضها مهجور، والمقاهي والمطاعم ودور السينما ومدن الترفيه أغلقت أبوابها، والحدائق خالية إلا من أشجارها وعشبها وزهورها، ولم يعد الزحام زحام، أصبح الكل عاجز وخائف ومرتعب وعنده هاجس ودهشة. العالم أصبح مشغولاَ بالإجراءات الطبية، وفحوص الكشف، ولبس القفازات والأقنعة، والتنبيهات والتحذيرات والتوصيات، ومتابعة أعداد المصابين والمتوفين والمتعافين، لقد تحولت مدن العالم التي كانت تعج بالحياة إلى ما يشبه مدن الأشباح، أماكنها المفتوحة أغلقت، وشوارعها الصاخبة صابها الهدوء والسكون، ...

  • منذ 4 سنوات

حدس صاحبي الرايف!‎

صاحبي (الرايف) منذ أن عرفته من أمد طويل وهو يرفض المصافحة المباشرة باليد ويرفض التقبيل، بل يكتفي بالإيماء والابتسام، ليس غروراَ منه ولا نرجسية ولا كبرياء ولا غطرسة ولا نفوراَ، لكنه يعتبر هذا السلوك الإجتماعي غير ودي، وغير صحي، وغير حضاري، بل ينقل الأمراض والجراثيم والأوبئة، كان البعض يستهجن عمله ذلك ويمقته ويصاب جراءه بالغضب، وينعته بصفات الغرور والأستعلاء، لكنه لا يبالي بذلك كله، ويؤمن بما يفعل. أزمة (كورونا) الحالية أثبتت صدق حدسه وظنه، أن الطب الحديث أخبرنا بأن اليد والتقبيل ينقلان كمية هائلة من البكتريا والفيروسات، واقتران هذين الشيئين ببعضهما يولدان مجموعة من الأمراض والأوبئة التي تنتقل بين الناس ...

  • منذ 4 سنوات

الجشع الطمّاع

الجشع عمل ذميم، وخلق منقوص، وسلوك سيء، وآثاره مدمرة على صاحبه ومهلكه، لا يجلب له سوى السمعة السيئة، ولا يمنحه سوى وصمة العار، فالطمع وحب الأستحواذ يعتبر خداع ومخاتلة ونقيصة وقلة أنفة، والجشع طماع وشره، ودائماَ يبتغي المزيد، فلا يقتنع بما أوتي، ولا يستنكف عن أخذ أي شيء وأن كان هذا الشيء صغيراَ وتافهاَ، وهذا حال من لا يرضى لنفسه قدراّ وأنفة وعزة، لذا نرى الإنسان الجشع يهين نفسه لأجل المغنم وإن كان حقيراَ، والمكسب بسيطاَ، إن الجشع والطمع صفة ذميمة، وخلق رذيل، وعمل رديء، إن الجشع ثمرة للشح، ومفتاحاَ للسوء، وصورة بشعه لصاحبه، يقول الشنفري: ولا جشعٌ من خَلةٍ ...

  • منذ 4 سنوات

الأمم تتقدم بالعلم والعمل لا بالشيلة والهياط!

لا شيء أروع من العلم والعمل، القائمين على تفعيل العقل والفكر، والمرتكزان على المعطيات العلمية الموضوعية، والرافضان للجهل والتخريف والتحريف، والبعيدان عن التهريج والأتهام، أن المتسلحين بالعلم، والمدركين لأهمية العمل، يتعبون من أجل الأرتقاء والعطاء والتطلع، وعندهم موهبة فائقة، وفطنة متميزة، ومران ملحوظ، يهوون الإبتكارات الرائعة في الحقول المختلفة، ولهم جهود مبذولة في ميادين التطوير والإكتشافات، يرفضون الدهليز والخرافة والتقوقع والتقعر، ويجنحون نحو عشق الحقيقة، ولا يزخرفون الباطل. إن هواة العلم والمعرفة والعمل، فكرهم دائماَ متقد، ولديهم تفاعل وتجاوب وهممهم عالية، ليس لهم نزعة ذاتية أو مصلحية أو فئوية، ولا هم نرجسيين، ويمقتون الوسائل المغشوشة، والأساليب الملتوية، ولهم ميزان أخلاقي ...

  • منذ 4 سنوات

العيش بين مرحلتين!

ولدت في ليلة شتوية باردة وهاطلة بالمطر في أرض قاحلة ونائية وخالية إلا من بيوت شعر متناثرة ومتباعدة، لفتني أمي بقماش أبيض طوله يصل إلى متر تقريباً جاءت به بعض النسوه خصيصاً لهذا الحدث شدته بخيط سميك بشكل دائري ومحكم، هدنتني بحنو، ثم دعت الله لي طويلاً، لم يمضي على ولادتي سوى أشهر معدودة حتى توفى الله والدتي دون أن أعرف تفاصيل وجهها الطاهر، عشت اليتم بعدها وتجرعت مرارته صبياً وفي صدر حياتي، في البادية التي ولدت فيها لا شيء فيها، لا أشجار تتشابك تفيء ظلاً، ولا أغصان تنمو، والليل فيها طويل، والرحيل دائم بحثاً عن الغيم والمطر، والخيالات مشوشة، ...

  • منذ 4 سنوات

 يا وزارة الإعلام كرموا المبدعين القدامى!

خالد بن حمد المالك رئيس صحيفة الجزيرة، واحداَ من الذين أفنوا جل أعمارهم بالصحافة، أعطاها الكثير، ومنحها الكثير، وبادلها الحب والمشقة والتعب، نزف معها، ونزفت معه، تنفسها نقاوه، وتنفسته نقاوه، وأمتزجا معاَ بالضياء، مر بعثرات كثيرة وصعوبات ومعاقات، لكن الركض خلف المسافات الطويلة للوصول إلى نتيجة لا يعرف الكلل أو التسويف أو اليأس أو الملل، هو لا يعرف المواربة، ولا المخادعة، ودائماَ ما يضع النقاط على الحروف، يحب التطلع، وله رغبات يخالجها الصعود، لا يتسلل الكسل إلى وسادته، أو مخدعه، الجزيرة صارت حيزة وعالمة وبيته ومكتبته، حتى أصبح لا يحبذ العيش خارج أسوارها التي بناها، سار بها طويلاَ حتى غدت ...

  • منذ 5 سنوات

صاحبي مصلح!

صاحبي مصلح، ما أوهمه المال يوماَ ولا غير الحال فيه، ولا سعى لأجتذاب المديح، ولا فكر أن يشتريه، ولا جعل من القصيد الممجوج سلماَ يرتقي فيه، ولا دار بدروب السراب، وما كبلته نرجسية الأنا، وما فرط في همته لحظة، ولا في الظنون سرى، وما جعل المبادىء كالأثاث تباع وتشترى، وما قال كغيره بأنه فوق السحاب، وهو في الأرض مثل الجراد، يلتهم الزرع قبل الحصاد، أو كحادي عيس في أرض الفلاة، لا يعرف غير ترديد القصيد، لا يحبذ الأبواق، ويمقت الطفيلي، ولا يشتهي المزمار، ولا يعشق التجمعات الخائبة، ما أتكأ يوماَ في حياته على الهواء، وما عاش في تفاصيل المزاج، ما ...

  • منذ 5 سنوات