عناوين

الوطنُ .. خَلَجاتٌ ومحاكاةٌ

أحمد عبدالله الحسين

كاتب مهتم بالتاريخ والادب ومحاور علم الأنثروبولجيا

الوطن في مرآة محبيه يتجلى عندهم صورة مقدساته وجباله ووديانه وهضابه وسهوله وسواحله وصحاريه، ويرى الأجداد والآباء والأمهات والأبناء والبنات. صورة تظهر فيها أطياف الذكريات والآلام والآمال، وفيها ملحمية وحدة الوطن، وتضحيات القادة والروّاد والأمة. مرآة تُخالج الصدر والإحساس والخاطر كلما تعمقت وتوغلت بنقاء شعوري تملكت الفؤاد. ولا أخال من فقد حبّ الوطن أن ينطبع عنده إعتام بمرآة ذاته تطمس التولَّه والانتماء.

الوطن ناموسٌ باعثٌ للحرارة كتعلق النار بالشمعة لا يطفئها كل هواء، بل هو ينيخ ثقله حتى يكاد يجرع كأس الظنى من هجره. تلك نفحات لا تُحيطها عبارة ولا تستوفيها إشارة:
ولقد كتبت إليك لما جدَّ بي
وجدّي عليك وزادت الأشواق
وشكوت ما ألقاه من ألم النوى
فبكى اليراع ورقّت الأوراق

مملكتنا الغالية لها صنائع وبذل وتضحية، وبناء وتنمية، وعزم وحزم، وحكمة ولين وإنسانية، وسلم وحماية ثغور، وتلاحم ولاة ومواطنين. هي راعية للحجيج والمقيمين على أرضها. كلُّ ذلك يطول وصفه فبابها مفتوح، وخيرها ممنوح، وطعامها موضوع، ونائلها مبذول، وعفافها معروف، وآذاها مكفوف.

الحديث عن الوطن جليل المعنى أصيل المبنى مندس في النوايا مغمور بأحاسيس، مقلة العين تسكب له دمعا إذا زهى وعلا أو ضعف وابتلى، بعيدا عن مزالق زهو وعُجُب، ومهالك خيلاء واستعلاء، فالله وحده هو المنعم ولولاه ما ارتمت مقادير التوفيق، وأناخت خيرات وثروات، ورزقنا الله بحكمة ولاة، وشعب أبيّ أصيل بالطيبات.

ختامًا؛
أدفع بخَلَجات للوطن تموضعت على قلب الكلام وسرّته، وهي رسالة وفاء له/
تدق القلبُ نغمات
وتتطاير بالأحشاء فراشات
لوطن له تُنثر رياحين
وودٌّ مُعطرٌ حنين
منادياً لو آتَانِي أَذى
أحمله، ذاك ما كُتب وقُدر
دونما مَلَل أو وَنيّن
وهكذا تدور السنين
وفرج ربّ العالمين
وطن يشهد حُبٌّ دفين
والبال يعضده يقين
ووصال القلب قويٌّ متين
هو له غرام وهيام
يميل له كلّ حين
وغباره للنفس خنين
ورُّوح يُداوين
بل لو غِبتُ عنه
فإنني لا افترق
عن سيف نظراته
فلا أشيح وجهي عنه

أحببت الوطن
كفراشة على شمعته
ووهج نوره
ليرى البعيد والقريب
أني أحبه حبٌّ مُبين
هكذا بوح
خلوص النوايا تبذره
فلا تزلف أو تصنع مشين

احفظ اللهم بلاد الحرمين، وأتمّ عليها النعمات والبركات، وارفع الضَرَّ عن بلاد العرب والمسلمين، وأنعم بالسلم والأمان كُلّ مكان.

ردان على “الوطنُ .. خَلَجاتٌ ومحاكاةٌ”

  1. يقول قاسم عبدالرحمن البريكان:

    يستحق الوطن ان تكتب عنه وله نثراً وشعرا.. نتغنى بمجدة ماض وحاضر فالوطن ام والوطن عزة ومنعة وفخر..من حق الوطن علينا ان نكتب له الاغاني والاناشيد كل صباح فما بالك ونحن في يوم عيدة الوطني..
    شكراً استاذ احمد فقد كانت مساهمتك وانت تكتب للوطن وعنه متميزة وهي دليل اعتزار وفخر ومحبة للوطن والقيادة.. وكلنا نردد معك دام عزك يا وطن وحفظ الله القيادة الرشيدة والشعب الوفي.. وكل عيد والوطن والقيادة والشعب بخير…

  2. يقول علي حسين قريشه:

    ابدعت كعادتك يابوعبدالله بالوصف والمشاعر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *