وجوه الدعاية للكرملين.. إعلاميون روس متهمون بحملات التضليل الإعلامي

وجوه الدعاية للكرملين.. إعلاميون روس متهمون بحملات التضليل الإعلامي
يُعد بيسكوف وأسرته المباشرة أثرياء يمتلكون الملايين على الرغم من أنه كان موظفًا حكوميًا طوال مسيرته المهنية. (© AP Images)

ظهرت أسماء عدد من الإعلاميين الروس المتهمين بأنهم مشاركين في حملات التضليل والدعاية الموجهة التي تقوم بها الحكومة الروسية خلال غزوها لأوكرانيا منذ فبراير الماضي.

الصجفية مارغريتا سيمونيان

لتحقيق النجاح في بيئة وسائل الإعلام الحكومية الروسية، يحتاج الأفراد إلى الترويج للخط الذي يسير عليه الكرملين. تعلمت مارغريتا سيمونيان هذا الدرس في سن مبكرة. كمراسلة صحفية تعمل على تغطية الحرب في الشيشان في أوائل العام 2000م، ظلت تروج لوجهة نظر الكرملين. على ما يبدو أن الكرملين يكافئ سيمونيان على ولائها من خلال تعيينها رئيسة لأول منفذ إعلامي باللغة الإنجليزية تموله الدولة في روسيا، RT (التي كانت تسمى آنذاك روسيا اليوم)، عندما كان عمرها 25 عاما فقط.

وزعم تقرير جديد صادر عن وزارة الخارجية بأنها “بارعة في تقديم الأكاذيب باعتبارها حقائق – وبابتسامة” ويضيف التقرير “أن وظيفتها الرئيسية هي ترويج الدعاية الموالية لفلاديمير بوتين”. وتعد ربيبة وتلميذة أليكسي غروموف، وهو مساعد لبوتين. إذ يوجد هاتف أرضي حكومي أصفر على مكتبها وفي العام 2015م اعترفت بأنها تستخدمه للاتصال الآمن المباشر بالكرملين “لمناقشة القضايا السرية”.

وقد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سيمونيان في بداية الغزو الروسي ووصفها بأنها “شخصية محورية” في الدعاية الروسية. وبعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022م، حظرت غوغل على RT وجميع وسائل الإعلام الممولة من الدولة في الاتحاد الروسي جمع عائدات الإعلانات على منصاتها. وفي تصريحات علنية، تسخر سيمونيان من منتقدي سياسات روسيا وتقدم ادعاءات كاذبة إلى حد كبير حول أوكرانيا وتاريخها وقادتها.

وهناك العديد من الأمثلة على الدعاية التي تروجها سيمونيان، فقد وصفت الحرب في أوكرانيا بأنها “حرب أهلية”، وأن روسيا تدعم المنتمين للعرقية الروسية ضد “كارهي الروس”، وكذلك دعوتها روسيا لضم منطقة دونباس الأوكرانية خلال مؤتمر في يناير 2021م، إضافة إلى سخريتها من أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي خلال منتدى سانت بيترسبرغ الاقتصادي الدولي في 18 يونيو الماضي، حيث قالت إن الناس أخبروها بأن “كل أملنا [للانتصار في الحرب] هو المجاعة”.

وخلال مناقشة في إبريل مع المذيع الروسي فلاديمير سولوفيوف، ادعى الاثنان أنهما كانا هدفين لمؤامرة اغتيال. واتهمت أليكسي نافالني، الناشط المعارض الروسي المسجون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالتخطيط للاغتيال، واصفة إياهما بـ “النازيين الجدد”. كما أن أقاربها أيضًا جزء من آلة الدعاية الروسية. فزوج سيمونيان هو المذيع التلفزيوني تيغران كيوسايان، والذي قال في 25 إبريل 2022م إن كازاخستان “الناكرة للجميل” قد تواجه العواقب نفسها التي تواجهها أوكرانيا إذا لم تنحز إلى روسيا.

وجوه الدعاية للكرملين.. إعلاميون روس متهمون بحملات التضليل الإعلامي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يثني على مارغريتا سيمونيان، رئيسة المنفذ الإعلامي الروسي RT، بعد منحها وسام ألكسندر نيفسكي خلال حفل أقيم في الكرملين في موسكو، في 23 مايو 2019م. (© Mikhail Klimentyev/Sputnik/Kremlin/AP Images)

المذيع ديميتري بيسكوف

في حين يعيش إعلامي آخر وهو المذيع ديميتري بيسكوف حياة رفاهية تفوق إمكانياته كموظف حكومي. هذا لأنه خدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منصبي نائب رئيس موظفي الكرملين والمتحدث الرسمي منذ العام 2008م، حيث يقوم بنشر المعلومات المضللة والدعاية الروسية الموجّهة.

التستر على حالات التسمم هو أحد تخصصات بيسكوف. فقد ساعد في حملة التضليل الإعلامي الرامية للتستر على ضلوع الكرملين في تسميم ألكسندر ليتفينينكو في العام 2006م، وسيرغي سكريبال في العام 2018م، وأليكسي نافالني في العام 2020م. وقبل أن يشن بوتين حربه الوحشية ضد أوكرانيا، نفى بيسكوف مرارًا أن يكون لدى روسيا أي نية لغزو جارتها، وقال إن روسيا لم تهاجم أبدًا أي دولة أخرى، وأعلن أن روسيا ستكون “آخر دولة في أوروبا” تفكر في بدء حرب.

وبعد غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022م، تطورت أكاذيب بيسكوف حين قال إن “الكتائب النازية” داخل ماريوبول، وليس الجنود الروس، هي التي كانت تقصف المنازل السكنية أو الأهداف المدنية الأخرى في ماريوبول.، وعندما تم العثور على سكان في بوتشا في الشوارع بأيادٍ مقيدة وجروح ناجمة عن طلقات نارية في الرأس، حمّل المراقبون الغزاة المسؤولية. لكن بيسكوف رأى بدلا من ذلك “عرضًا مأساويًا تم تدبيره جيدًا” و”تزويرًا لمحاولة تشويه سمعة الجيش الروسي”.

وقد فرضت أستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وأميركا عقوبات على بيسكوف لدوره في دعم حرب روسيا ضد أوكرانيا. كما فرضت وزارة المالية الأميركية عقوبات على زوجة بيسكوف وولديه البالغين، مشيرة إلى أن أسلوب حياتهم الفاخر “مبني على الأرجح على الثروة غير المشروعة من ارتباطات بيسكوف ببوتين”.

ووفقا لتقارير رسمية أميركية، يمتلك أفراد عائلة بيسكوف إمبراطورية عقارية تزيد قيمتها عن 10 ملايين دولار وعددًا من المركبات الفاخرة، وهم يسافرون بانتظام على متن طائرات خاصة ويخوت. وقد عمل نجل بيسكوف في قناة الدعاية الروسية RT، التي تقدم للجمهور خارج روسيا وجهات نظر مؤيدة لروسيا وسياساتها الخارجية.

المقدم التلفزيوني فلاديمير سولوفيوف

فيما مضى؛ كان المذيع فلاديمير سولوفيوف ناقدًا لسياسات الكرملين، والآن هو يدافع عن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو من مؤيدي بوتين دون تفكير، وستخدم منصته التلفزيونية لنشر الدعاية الموجّهة والمعلومات المضللة التي تبثها الحكومة الروسية. وعلى الرغم من أنه كان يتمتع في السابق بسمعة الصحفي المستقل، إلا أن عمله الأخير يتبع خط الكرملين.

في العام 2013م، وصف سولوفيوف شبه جزيرة القرم بأنها “تنتمي بشكل قانوني إلى أوكرانيا.” وبعد الاحتلال الروسي غير الشرعي لشبه جزيرة القرم في العام 2014م، غير رأيه، وقال إن “القرم وسيفاستوبول هما مرة أخرى جزء من روسيا”.

وقد أحصى مشروع ’أوروبا ضد التضليل الإعلامي‘ (EUvsDisinfo)، وهو مشروع تابع للاتحاد الأوروبي تم إنشاؤه لمراقبة حملات التضليل الإعلامي الروسية والرد عليها، ما يقرب من 200 مثال على المعلومات المضللة التي تنشرها برامج سولوفيوف منذ العام 2015م ومن بينها ما يلي:

– الأوكرانيون يقتلون مدنييهم لاختلاق صورة سيئة عن روسيا.

– البريطانيون مسؤولون عن القتل الجماعي للمدنيين في بوتشا، لأن اسم المدينة يشبه الكلمة الإنجليزية التي تعني “جزار”.

– الولايات المتحدة تنوي تدمير روسيا والاستيلاء على أسلحتها النووية.

– عمليتا تسميم سيرغي سكريبال، وأليكسي نافالني كانتا استفزازا غربيًا لإلقاء اللوم على روسيا.

ووصف ديمتري موراتوف، الصحفي الروسي المستقل الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2021م عن تغطيته الاستقصائية للحكومة الروسية، وصف أساليب سولوفيوف بأنها “خطاب كراهية”، وقام موقع يوتيوب بحظر قنوات سولوفيوف لأنه انتهك سياسة الموقع بشأن الترويج للعنف. كما فرضت بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي عقوبات على سولوفيوف لقيامه بالتحريض على العنف وتقويض سيادة أوكرانيا.

ومثله مثل الشخصيات الإعلامية البارزة الأخرى التي تعمل في المنافذ التي تديرها روسيا، تمت مكافأة سولوفيوف على ولائه. لكن عقاراته الفاخرة في إيطاليا تمت مصادرتها وفقا للعقوبات.

وجوه الدعاية للكرملين.. إعلاميون روس متهمون بحملات التضليل الإعلامي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى اليسار، والمقدم التلفزيوني والإذاعي الروسي فلاديمير سولوفيوف في صورة خلال حفل توزيع الجوائز في العام 2013م في الكرملين. (© RIA Novosti/Mikhail Metzel/Presidential Press Service/AP Images)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *