هواجيس

بيضة الديك لا تفقس!

في زمان غير زماننا، ومكان غير مكاننا، كان بطل قصتنا يستلم شهادة الثانوية العامة.. ولم تكن مشرّفة، فكانت درجته (مقبول) في كل المواد، وهذا واقعه الطبيعي، ماعدا مادة واحدة أسمها (الهياط) كانت درجته كاملة تامة 100% . كان هاجسه الأكبر : كيف يُخبر أباه؟ تفتق ذهنه وأخذ يطوي الشهادة على نفسها حتى أخفى كل المواد وجعل مادة الهياط هي البارزة.

دخل على أبيه ليريه كم هو متفوق وعبقري لكي يرى 100 مكتوبة في الشهادة. انطلت اللعبة على والده واقتنع أن ولده كان يذاكر مع أينشتاين. بطبيعة الحال لم يجد جامعة أو معهد يقبل فيه.

تفرغ ذلك الشخص للحديث عن إنجازات أخوه الطبيب وإبداعه الطبي مما ساعد المرضى، وعن أخيه المهندس وكيف صنع وعمر مشاهد كثيرة في المدينة، وعن أخيه الضابط الذي يحرس ويحمي ويؤمن الناس في منازلها.

وأصبح ديدنه في المجالس والديوانيات والملاحق هو الحديث عن إنجازات إخوته وأقاربه وجماعته وأصهاره وأرحامه.. المهم يجد أحد لديه إنجاز ليتحدث عنه، وكأنه من صنع ذلك الإنجاز، وكان مبدعاً في ذلك فدرجته في الهياط 100 .

حتى وصل به الهياط للدخول في مناظرات وحوارات جماعية للدفاع عن إنجازات إخوته وجماعته.. حتى سأله أحدهم في إحدى المناظرات سؤلاً تهكمياً : كم مرة يبيض الديك في السنة الواحدة.. فأجاب المهايطي: بيضة واحدة ولكنها لاتفقس. وصمت الجميع مذهولين ثم انفجروا في ضحك هستيري حتى ديك الاستراحة ضحك من هول الإجابة!.. هي قصة أوردتها لكم للمتعة الأدبية لا أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *