لوبيات الإدارة!

صورة الكاتبات
منال الثقيل

في يومي الأول في الإدارة كنت متحمسة لخوض التجربة المهنية الجديدة، أرسم في خيالي أولائك القادة الذين لهم باع طويل، وخبرة واسعة والذين يمتلكون من السمات الشخصية والأخلاقية الكثير.

كنت متحمسة لأني سوف أشاطرهم العمل واكتسب وأتعلم منهم الكثير، ومنذ أن وطأت قدماي المكان وأنا أسعى كي أرى كيف يصنعون الخطط ويوجدون الحلول ويديرون الأزمات، وكيف يرسخون مبادئ الإدارة بحذافيرها، ومن كل زواياها، وذلك لأجل العمل والعملاء وذوي المصلحة.

ولا أخفيكم علمًا، أنني أتيت متسلحة بمعرفة جيدة عن العمل وما يتعلق بفنون الإدارة، إلا أن النظريات شيء والممارسة شيء آخر مختلف. وما أن وطأت قدماي مقر العمل حتى توالت علي الصدمات الواحدة تلو الأخرى، هذا تحايل، وهذا تهميش، وهذه إزاحة، وهذه أخطاء وتخبطات إدارية، وعشوائيات لا يقع بها حتى المساعد الإداري المبتدئ في عمله. ما بالك ونحن نتحدث عن مدارء أصحاب خبرات وتجربة طويلة في العمل، تأقلمت مع صدمات العمل وأخطائه، وقلت: لعلها فترة وتنتهي وتصبح الأمور أفضل في المستقبل، ولكني أشاهد مدراء يخطؤون ويلقون بأخطائهم على من هم أدنى منهم وظيفيًا، أو يقوموا بإصلاح الخطأ بشكل خاطئ من خلال الرمي بأقرب فكرة تتبادر لأذهانهم، المهم (على قولتهم تترقع).

السؤال: لماذا الخطأ من البداية!؟

وأين الخبرة التي يتباهى بها المدير ليل نهار!؟ وهو يقف عاجزا عند أبسط مبادئ الإدارة المطلوبة. ولماذا لا يستثمر المدير عقليات فريق العمل بالاستشارة ودراسة جدوى الحلول قبل تطبيقها تفاديا للوقوع بالخطأ.

لماذا التعنت ومركزية القرار!؟ ثم لماذا يعقبها التملص من الخطأ وعدم تحمل المسؤولية!!

تساؤلات تجعل الشخص لا ينظر لهذه الفئة من القياديين نظرة تقدير أبدا بالرغم من تراكم الخبرات لديهم، لأنه لم يلمس لها أثر في الميدان العملي إطلاقا.

إن ما استخلصته وللأسف أن بعض القادة ومن العنصر النسائي تحديدا تكاد تفقد صوابها ومعرفتها العلمية حين تتقلد منصب الإدارة، وقد تصبح بلا ضمير ولا تفكير من أجل التشبث بكرسيها الدوار لها ولغيرها.

وبذلك قد تدمر الموظفين المتميزين، وترسم عنهم صورا بشعة أمام القيادات والإدارات الأعلى، وقد تتجرأ على الكذب والتزوير، وكل ما يمكن أن يجعلها على كرسي الإدارة.

والأدهى والأمر والأكثر تدميرا لنفسية الموظف عندما يسرق المدير أفكاره وينسبها لنفسه ويحاول جاهدا إخفات نجم وجهود الموظف، لاستشعاره بأنه يفوقه فكرًا وعلمًا.

إن التساؤل المحير هل هذا المدير امتلك هذه الجرأة من تلقاء نفسه أم بسبب وجود أطراف أعلى منه مهدت له السبيل لارتكاب هذه الحماقات!؟ وجعله يعيث في الأرض أخطاء وفسادا طالما أنه يعمل بما يخدم مصالح الإدارة التي تحميه وتهتم به.

إن تكوين اللوبيات في بيئات العمل يشكل خطرا عظيما وجسيما على المؤسسة وعلى ثقافة العمل وعلى الجودة النهائية، وكذلك يقود إلى تدمير البيئة الوظيفية ويجعل من التسرب الوظيفي وهروب الكفاءات أمرا واقعا.

فحربهم أصحاب اللوبيات الشعواء غالبًا تكون على من يفوقوهم كفاءة ومعرفة في المجال، وعلى من يعارضون الأخطاء علانية وعلى من يقفون في وجه الظلم ورفض التستر على الخطأ من أي كان.

تكوين اللوبيات هدم للمنشأة وتقويض لثقافتها، من خلال خسارة كفاءات تخدم في المكان بأعلى المستويات المهنية والأخلاقية، ويبدو أن المخرج الوحيد لهم لضمان بقائهم ولاستمرارية أفعالهم المشينة هو إزاحة كل من يهدد مقاعدهم والخلاص منه حتى لا يشكل خطرا عليهم في العمل.

كما يجب أن لا نغفل عن القول أنهم يشكلون خطرا كبيرا على الوطن وعلى مستقبل أفكاره ومشاريعه، فمن صميم الولاء للوطن هو الحفاظ على الأمانة والعمل بإخلاص وتفانٍ والعدل في مكان العمل، وعدم الظلم والاستبداد للمساهمة الفاعلة في التنمية الوطنية.

ملاحظة: هذا المقال يحتمل الخطأ والصواب، كما أنه لا يخص مكانًا ولا شخصًا معينًا.

رد واحد على “لوبيات الإدارة!”

  1. يقول منمونة:

    👍👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *