سواليف

“المراعي”.. قضية من لا قضية له

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

قبل الخوض في هذه الشركة وتبيان ما لها وما عليها . دعوني أنقل لكم تجربتي عن المقارنة بين أسعار السلع الرئيسية التي تحتاجها كل أسرة في البحرين وأسواق المنطقة الشرقية بحكم القرب الجغرافي . وما دعاني لإجراء تلك المقارنة هو ما يحاول البعض تصويره لتلك الفوارق السعرية لدرجة لا تصدق . وقد تعمدت أن تكون المقارنة بين مراكز تجارية لها فروع في البلدين؛ حتى تكون المقارنة دقيقة وفي يوم واحد . وقد اتضح أن الأسعار تكاد تكون متطابقة، أو بفارقٍ بسيطٍ قد لا يذكر . أقصد قد يكون الفارق ريال أو ريالين كأقصى حد للسلعة المطابقة . فهل هذا الهامش في السعر يستحق وضع هاشتاقات تهز ثقة المجتمع في الجهات الرقابية والشركات المحلية ؟!

من السهل جداً على الكاتب أن يركب موجة – الشعبوية – فينفخ في نار التحريض؛ ليسترضي أكبر شريحة ممكنة، مستغلاً معاناة الطبقة الوسطى من المجتمع جراء موجة الغلاء العالمية، ولو كان ذلك على حساب ضميره وأمانته .

كلنا يعاني من موجة الغلاء التي هزت جوانب كثيرة من حياتنا، ودفعتنا لتغيير سلوكنا الاستهلاكي . ووسط هذه الحالة المربكة لمعظم الأسر السعودية، انجرف البعض نحو هاشتاقات محرضة، موهمين الناس أن فوارق الأسعار بيننا وبين أقرب دولة خليجية هي فوارق كبيرة .

أعود لشركة المراعي ، من باب الدور الذي تلعبه هذه الشركة في الاقتصاد الوطني ، سواء في حجم الكادر الوظيفي السعودي فيها ، أو في تأمين أحد أهم مصادر الغذاء ، أو كونها شركة مساهمة يساهم فيها مئات الآلاف من المواطنين . فكلما ارتفع سعر أحد منتجاتها – وهي حرة في ذلك – كلما دُشنت الهاشتاقات التحريضية ضدها .

ولو كانت هذه الشركة هي الوحيدة في السوق، لربما لمناها بحجة الاحتكار والتحكم في السوق . لكن هناك عشرات الشركات الأخرى التي لها نفس النشاط ، وتقدم نفس المنتجات . ومن لا يعجبه سعر منتجاتها فأمامه خيارات كثيرة وبأسعار تناسبه .

لست مساهماً في هذه الشركة، ولا تربطني أي علاقة مع أي مسؤول أو حتى موظف بسيط فيها لكني مؤمن بأن من واجبي الدفاع عن شركاتنا المحلية الكبرى .

أنا مثلكم لدي أسرة، ويضرني أي ارتفاع في الأسعار ، لكني أردد قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} } [الحجرات 6] ، ولكم تحياتي.

رد واحد على ““المراعي”.. قضية من لا قضية له”

  1. يقول يوسف احمد الدليجان:

    أحسنت ياابواريج القلم أمانه ومسئوليه ونحن شفنا ورأينا مااشيع حول اسعار المراعي و وصلتنا صور حتى من أحد الجمعيات التعاونية من دولة الكويت والشهاده لله لاتوجد فوارق في ألأسعار تذكر بيننا وبينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *