سواليف

وزارة النقل في مرمى النيران

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لم أتوقع أن يتحول القراء لمقالي عن وزارة الصحة ، قبل يومين ، إلى فقرة إشادة عابرة لوزير النقل . فرغم أن الكثير من الأطباء والممارسين الصحيين تفاعلوا بشكل كبير مع ما طرحته حول ضعف الإمكانات الصحية في المنطقة ، إلا أن مشاكل الطرق وخاصة طريق الهفوف – سلوى المؤدي إلى دولة قطر ، والذي تعرض لزحف الرمال ، لدرجة أنه بات يشكل خطراً كبيراً على مرتاديه ، فرضت نفسها ، ودفعت القراء إيصال أصواتهم مع الصور لمدير عام الطرق في المنطقة م. أحمد الغامدي .

زحف الرمال ليس بجديد على طرقنا . فنحن دولة صحراوية في معظمها ، وفي منطقة تتعرض لمواسم معروفة للغبار ورياح البوارح ، وغيرها من التقلبات الجوية القادمة من الصحراء الكبرى ، أو من بادية الشام والعراق . هذا الأمر كان من المفترض أن يكون حاضراً على طاولة الوزارة منذ عقود .

أمامي تقريران صحفيان . الأول نشر في جريدة “الجزيرة” عام 2011 أي قبل 11 سنة . وفيه تصريح للمهندس جميل البقعاوي، مدير إدارة الخدمات الإستشارية في شركة أرامكو آنذاك ، تحدث فيه عن تجربة “أرامكو” لمعالجة مشكلة زحف الرمال . كما وضع عدة حلول لهذه المشكلة . كان من بينها سياجات القوائم الخشبية ، وجدران وحواجز التحويل ، ومصائد الرمل ، ورش الزيت الخام ، وكذلك رش التربة بمثبتات كيميائية تنفذ عبر الرمال مكونة قشرة سميكة تثبت سطحها ، تمتاز بشفافية اللون .

التقرير الثاني نشر قبل 9 سنوات ، وفيه تأكيد من المهندس عبدالله السليمان، مدير عام الإدارة العامة للطرق في الشرقية – آنذاك – أن الوزارة تدرس الحلول والاستفادة من تجربة “أرامكو” لحل هذه المشكلة المتكررة .

عِقد من الزمن مضى على هذين التقريرين . والنتيجة : يبقى الحال على ما هو عليه . زحف الرمال – تكليف مقاول الصيانة بإزالتها وفتح الطرق – عودة الرمال في السنة التالية – تكليف المقال … وهكذا يتكرر المشهد . ميزانيات تهدر ، وضحايا نفقدهم .

نحن على أبواب كأس العالم في قطر ، مما يعني أن هذا الطريق سيصبح من أهم طرق المملكة . فعشرات الآلاف سيسلكونه كل يوم ، وربما الوفود السياحية التي ستزور الأحساء وغيرها من مدن المنطقة .

الأمر يختاج لحلول سريعة على المدى القصير ، وطويلة ومستدامة على المدى الطويل . ولكم تحياتي.

رد واحد على “وزارة النقل في مرمى النيران”

  1. يقول عبدالعزيز القرينيس:

    شكراً ابه العزيز لعلهم يصعون اول لبنات التصحيح بعد هذا اامقتل الممتاز وود اضيف بانه جميع المحطات الخدميه مقفله و كانك تسافر في مواقع مهجور فقط لا بوجد ما يذكر من محطات خدميه بين الهفوف و سلري الا في بدايه الطريق و نهايته عند سلوي و لكن المنصف و باقي اجزاء الطريق وحش
    كذلك بين سلوي و البطحاء نفس ابشئ المحطات الخدميه لا تدكر الا في المداخل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *