دكان الفريج

استرجعوا يوميات الطفولة والمراهقة . حينما لم يكن لديكم أجهزة تكييف ، ولا تلفزيونات ، أو إنترنت . حيث النوم على الأسطح في عز الصيف ، على فراش ممدود منذ غروب الشمس، عله يكتسب البرودة أو بعض الرطوبة .

في الصباح إن كنت من المحظوظين ، فستقود دراجتك للذهاب للمدرسة، وإلا فإنك ستمتطي قدماك لأكثر من نصف ساعة كي تصل لمدرستك ، ثم تعود ظهراً تحت الحر اللاهب أو البرد القارس لمنزلك . تنتظر اكتمال نصاب العائلة على سفرة من الخوص لغداء طهته أمك بكل مهارة .

تخرج عصراً للحارة . تلتقي بجيرانك الشباب ، على دكة دكان صغير ، قبل أن تذهبوا للعب الكرة في ملعبكم الترابي . ومع أذان المغرب يعود كل منكم لبيته ، وكأنه حاز الدنيا وما فيها .

قبل صلاة العشاء تجتمع العائلة ثانية على السفرة ذاتها لتناول الوجبة الأخيرة . ليس هناك وجبات سريعة ، ولا خدمات توصيل ، ولا مشويات ، أو مندي أو مظبي . بعدها ينتهي اليوم ، ليتكرر السيناريو في اليوم التالي بسعادة وسرور .

” الأسرة ” .. كانت هي محور الحياة . هي الأمان الذي يبدد الخوف . هي اليد التي تمتد إليك متى ما احتجت للمساعدة . هي الطمأنينة من غدر الزمان . هي سكينة النفس وأساس كل مجتمع .

لا قيمة للإنسان ، ولا سعادة له ، بدون أسرة . فالأسرة هي تراحم وتكاتف . هي مشاركة في الأفراح ، وسند في الأتراح . احرصوا على أسركم . لا تفوتوا فرصة الجلسات العائلية . فكل شيء يذهب لا يعود .

لا تسمحوا لمغريات الدنيا ، بأن تهدم أسركم وتفكك مجتمعاتكم . فمنها يبدأ البناء ، ومنها تنهار المجتمعات . ولكم تحياتي .

5 ردود على “دكان الفريج”

  1. يقول عبدالمحسن سعد:

    رجعتني 45 سنه ابدعت وانا اقرأ المقال شريط جميل مر علي

  2. يقول عوض صالح النوبي:

    اهلا اخي العزيز ابو اريح
    لقد شدني عنوان مقالك لهذا اليوم كثيرا مما دفعني لقراءته من الألف إلى الياء.
    لقد عدت بي إلى الوراء لاكثر من خمسين سنة. عدت بي الى تلك الأيام الجميلة والبسيطة والتي عشناها في طفولتنا ننتقل فيها من دكان الي دكان دون معوقات لا من أصحابها ولا من الجيران.يا لها من ايام جميلة وبسيطة يا ابو أريج.

  3. يقول اسامه:

    الله يجزاك خير أستاذنا الغالي

  4. يقول علي احمد الأطرش:

    تشعر وانت تقراء مقالك اخي محمد (دكان الفريج ) بأنك تسترجع شريط فلم عشناه ونحن أطفال…الى ان دخلنا الجامعه…كنا جيل محظوظ جدا…للاسف جيل هذا اليوم لا يشعر بلذه ما شعرنا به وعشنا ايام الطفوله…شكرا لك على ان اسعدتني بقراه ما كتب اليوم استاذ محمد…واذا تسمح للي ان اقول دكتور محمد..

  5. يقول يوسف احمد الدليجان:

    يازين أيام زمان وزين بيتنا الأول ويازين دكان الحاره اللي جمعنا ويا ربع الطفوله والبراء وصفاء النفوس… آآه ه ه ياخبر أَول وحاراتها وملاعبها مرتع الصبا والشباب والمحبه… حركت الشجون أخوي محمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *