الرأي , سواليف

طريق أبو حفرية .. بلا حفرية

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

للمرة الثانية أكتب عن وزارة النقل والتحرك الذي نشهده هذه الأيام من مشاريع للطرق في المنطقة الشرقية . هذه المشاريع التي ” نشف ” ريقنا ونحن نبحث عنها ونتمناها طيلة عقود وليس سنوات . والتي كانت ولا زالت محط اهتمام ومتابعة من سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف ، ومن سمو نائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان . فالطرق في المنطقة الشرقية كانت تعاني كثيرًا من تعامل الوزارة معها ، وما تسببه من حوادث مميتة ، وخسائر في الأرواح والممتلكات وتضاعف لأعداد المعاقين . ولهذا فمن المنطقي أن نفرح ونحن نتابع تحركات الوزارة ، لإصلاح ما أفسده الدهر في طرق المنطقة .

المشاريع ، التي تم الإعلان عنها أثناء زيارة معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية م / صالح الجاسر للمنطقة الشرقية ، ودشنها سمو أمير المنطقة وبحضور سمو نائبه ، بلا شك هي مشاريع كبيرة وضخمة . لكن هناك أمرًا في غاية الأهمية وهو الوقوف على المشاكل الفنية التي يعاني منها طريق أبو حدرية . فخلال حضوري لمؤتمر معالي الوزير بدعوة كريمة ، استمعت لشرح تفصيلي ودقيق عن المشاكل التي جعلت من ذلك الطريق ، قصة مأساوية لا حل لها . فكلما قامت الوزارة بالصيانة ، عادت المشاكل بعد شهور قليلة . هذه المرة كانت هناك توضيحات دقيقة ، حددت المشاكل الفنية ، ومن ثم أصبح من السهل وضع الحلول المطلوبة ، مثل معالجة مناطق ” الصبخات ” ، وأماكن ارتفاع المياة الإرتوازية ، وتحديد المواصفات الفنية المناسبة ، وغيرها من المشاكل المزمنة . فكما يقال :”تحديد المشكلة هو أساس حلها “.

تصوروا وجود قطار يربط ميناء الجبيل بميناء الدمام ، ومن ثم بقطار الدمام – الرياض ، وأخيرًا بقطار مجلس التعاون الخليجي . وما يعنيه ذلك من تقليص كبير لعدد الشاحنات التي تعبر هذا الطريق كل يوم . وهي التي تسببت في تدمير طبقات الأسفلت ، لعدم وجود موازين للشاحنات في معظم الأحيان .

المنطقة الشرقية ، وعلاوة على كونها منطقة صناعية كبرى ، هي أيضًا ، منطقة سياحية جاذبة . وكما نعلم جميعًا ، فإن لا سياحة ناجحة ، ولا صناعة مؤثرة دون وجود خدمات لوجستية مريحة كالطرق السريعة ذات المواصفات العالمية مشاريع السكك الحديدية . ولعلنا نتذكر رؤية المملكة 2030 ، وما توليه لتلك الخدمات من إهتمام كبير .

نحن نتطلع لمزيد من هذه المشاريع التي تأخرت لسنوات . كما نعلق على اهتمام ومتابعة وطموح سمو الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد ، بأن تكون المنطقة ، منافسة لبقية المناطق تجاريًا وصناعيًا وسياحيًا . ولكم تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *