خربشة ومغزى

“الخيلاء .. آفة وابتلاء”

أحمد بن عبدالله الحسين

الخيلاء
هي ابتلاء وتمادى
في الكِبر والعُجب

علامتها
أن يمشي صاحبها
مُعجبًا بنفسه
كأنه يدق الأرض ويذرعها
اختيالًا وانتفاخًا
أو يتطاول الجبال علوًا

التبختر
آفة باطنية
تتفرع في الظاهر
وتُذهب الوقار
مثالمها
تجر إلى مذام
وإسراف في النِعم

المُصاب بالتخايل
تثقله طينته
حين الانغماس
في وهم ملذات
إذا تملك
نساء فاتنات
ومراكب فارهات
وخيول ومزايين مباهات
وريش وفُرش قصور فاخرات

المختالون المتباهون
يتحفزون
إذا هرع لهم المتقربون
في تقبيل الأيادي
للإرضاء والايناس
ينتظرون
استمطار بركات
وكسب هبات

التخايل
ينبت حوله
من يمتهنون التدليس
وبراعة المدح والتصفيف
صفتهم لَبْس فاخر الثياب
ويذرعون ردهات القصور
هؤلاء يتوارثون
ويتكاثرون كالفِطر

ومعلوم للعقلاء
أن الصفاء ومدارجه
عند الإنسان
يصيبه ويطفئه
الخلط والنقصان
من تبخترات
الاختيال

هذه الآفة
تتناوش المبتلى
بمتواليات
تقعده من استكمال
الملذات
فلا هو استكمل الارتواء
من الكأس المُمزّجه
بكدرِ المسكرات
ولا طرب لوطر
احتضن فيه كاعبات

المختال
ليس هو بدرٌ
كما يُتوهّم
تتمدحه آثار الوقار
من الصفات
ولا هو مُلتذ
حين سكونه مع نفسه
يدرك أن الاختيال
فيه كبائر سيئات

الناقص المفضوح
بفتوق داء الخيلاء
التي لا رتق لها
كالقمر مخسوف
لا تُقبل فيه صلوات

وللخيلاء
ضجيج طبول
وصور تعبر
عن مدائح أطفال
لا تستجيش
إلا أصحاب المنكرات

ويبقى
المبتلى فيها
أنه لن يخرق الأرض
أو يبلغ الجبال طولًا

هكذا
يكون الحذر
من الخيلاء
لمن يخشى
خَبَث المُهلكات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *