” قبائل وأُسَر ساحل الخليج العربي الشرقي .. تاريخ له أعتبار “

أحمد بن عبدالله الحسين

القبائل والأُسَر العربية التي توطنت بفترات زمنية مختلفه في الساحل الشرقي للخليج العربي، موضوعه ذَا أهمية تاريخية يمتد الى الحاضر الذي لا يُنسى فيه حقهم وأمجادهم وتراثهم الحي في ذاكرة العرب واهل الخليج العربي خصوصا.

الساحل الشرقي يمتد قرابة 1130كم يبدأ من الأحواز التي يحدها الخليج العربي جنوبا، وهي مجاورة لمدينة البصرة مرورا في مدينة بوشهر الميناء المهم على الخليج العربي وينتهي هذا الساحل في مدينة بندر عباس التي تطل
على مضيق هرمز. يفصل هذا الساحل الشرقي العربي عن الهضبة الفارسية جبال زاغروس، والعرب بعد هجرتهم للساحل الشرقي أسسوا مدن وقرى وبنادر وإمارات عربية حكمت فيه.

تاريخيا
هذا الساحل الشرقي عرفتة من قبل اقوام هاجرت اليه من الجزيرة العربية الألف الثالثة قبل الميلاد، ويُطلق عليهم العيلاميين حيث أقاموا حضارة في الاحواز وهذا سابق بازمنه قدوم قبائل الفرس الآرية المهاجرة من سهول أوراسيا.
مناطق العرب وامتدادهم على هذا الساحل والذي يُطلق عليه عند البعض بر فارس، وكذلك تواصله جغرافيا مع عربستان التي تسمى الأحواز، يشكل مساحة اكبر من سورية والأردن وفلسطين ولبنان مجتمعه.
هذا الساحل توطن به اكثر من 12 مليون على توالي الازمان وتشكلت فيه إمارات عربية ضمت اكثر من اربع وعشرين مدينة، تتبعها ما يزيد عن ثلاثة آلاف قرية.

تعتبر القبائل والأسر العربية في ساحل الخليج العربي الشرقي كثيرة العدد متنوعة الأنساب، وأزمانها في التوطن مختلفه وضبط احصائها وتفريعاتها تفصيله غير يسير، ولهذا نذكر مختصر عنهم دون أحاطة شاملة، ولا بخس لغيرهم في الإشارة. وهذا ما دونته عديد كتابات ومؤلفات لانهم كلهم من أمة العرب انتماءا وأهمية وهم كالتالي؛

بني كعب
وينتمون الى كعب بن عامر بن ابي صعصعه من بُطُون هوازن ونسبها الى قيس عيلان القبيلة المضرية العدنانية، وبني كعب لهم تفرعات واسماء لأسر كثيره. بني كعب تمكنوا بعد خروجهم من اواسط العراق في القرن السابع عشر ميلادي في تكوين إمارتهم، وحكموا ما يسمى عربستان وهي الاحواز انتهت إمارتهم عام 1925م، حينما سجن رضا شاه بهلوي اخر حكام بني كعب الشيخ خزعل حتى موته الذي تعددت فيه روايات في سجون فارس وذلك تواطئا مع الإنكليز، ورغبه منهم في تسليم مناطق العرب في الاحواز الغنية بالنفط للفرس.

القواسم
وهم من الإشراف توطنوا قرى قريبة لمدينة سامراء التي بناها المعتصم وبعدما زحف المغول على العراق انتقلوا إلى منطقة عمان ثم إستقروا في منطقة “رأس الخيمة” المعروفة آنذاك بإسم “جلفار” القرن الثامن عشر ميلادي. هاجر فخذ من القواسم برئاسة الشيخ صقر القاسمي إلى الساحل الشرقي واتخذوا قرية بستانه مقراً لهم،وهي من توابع مدينة لنجه التي حكمها القواسم ايضا، وكذلك سكن القواسم بلدات اخرى مثل “كافر خون” و”لجنبة” وجزيرة “قشم”، وتتبع القواسم كذلك الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التي تحتلها ايران حاليا.

العباسيون
وهم من ذرية العباس بن عبد المطلب الهاشمي الذي قدموا مع الفتح الاسلامي من الحجاز الى العراق وتوطنوا في بغداد عاصمة الدولة العباسية. بعض العباسيين فروا الى هذا الساحل الشرقي للخليج العربي عند الزخف المغولي الذي إجتاح بغداد في أواخر حكم المستعصم بالله عام 656هـ الموافق 1258م، واستقروا في منطقة تدعى “خنج” على ساحل الخليج العربي التابعه حاليا لمحافظه فارس.

المدنيون او المدني
وهم من بني هاشم ومنسباتهم تنتمي الى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وبنوا لهم بلدة لاور شيخ تقع ضمن مدينة بستك.

الأنصار او الأنصاري
وهم من أنصار المدينة المنورة الاوس والخزرج، ذهب بعضهم الى ساحل الخليج عن طريق القطيف في القرن السابع عشر ميلادي وانتشروا في قرى وبلدات “هرمود” و”عوض” وكوده” و”كرمستج”، وانتقل قسم من الانصاري وهم “آل معين” إلى جزيرة “قشم”. وهي اكبر جزيرة في الخليج العربي وتقع عند مدخله في مضيق هرمز واستقروا مع القواسم الذين يحكمون جزيرة قشم.

آل حرم او الحرمي
وهم يعودون إلى عشيرة راضيه في جزيرة العرب، وينسبون كذلك الى الأوس والخزرج وسبب تسميتهم بآل الحرم لأنهم كانوا من سكان مكه عند الحرم المكي. هاجروا الى الساحل الشرقي وإتخذوا قرية “حالة بند” مقراً لهم، ويُذكر أن بني تميم وبني مالك تزامنت هجرتهم كذلك مع آل حرم في القرن السابع عشر ميلادي فإستقر بني تميم في قرية “جاه مبارك”، وإستقر بنو مالك في قرية “الحزه”.

آل نصوري
وهم من الجبور وينتمون إلى قبيلة بني خالد سكنوا الأحساء وكان يرأسهم عند هجرتهم إلى بر فارس الشيخ خالد بن مهنا الجبري وإستقروا في قرية “لكلانده”.

المرازيق
هم من قبيلة العجمان وهم فرع من آل سليمان سكان الأحساء ونجد فقد هاجروا عن طريق مسقط وإستقروا في قرية “كافر خون” وبعدها إنتقلوا إلى قرية “مقوه” القرن الثامن عشر ميلادي.

آل علي او العلي
وهم من بطن قبيلة سبيع التي تسكن نجد وانتقلوا إلى بر فارس “شيبكوه” عن طريق القطيف، وينتمي جزء منهم إلى عمرو بن سبيع. تعددت سكناهم كذلك متنقلين في “رأس بستانه” وقرية “دوان الشرقية” وقرية “جارك”.

بنو حماد او الحمادي
وينسبون الى قبائل جذام الكهلانية القحطانية. انتقل بنو حماد إلى “شيبكوه” وهي تابعة الى مدينة لنجه بعض الحمادي سكنوا “العديد”جنوب قطر في القرن السادس عشر ميلادي إلى جوار ” العبادلة ” الذين سبقوهم وبعدها إنتقلوا إلساحل الشرقي وسكنوا في بلدة “الأبديات” وقرية “الجزة” وقرية “المجاحيل”.

العبادلة او العبيدلي
وهم من سكان نجد وينتمون إلى عبادلة مطير، وقيل هم بطن من شمر وكان إنتقالهم إلى “العديد” القرن السادس عشر ميلادي ثم انتقل بعضهم في قرى”بند عبيدل” و”رأس المنصوري” و “صريمان” على الساحل الشرقي.

بني بشر
وهم ينتمون إلى قبيلة آل مره وقد إنتقلوا من جزيرة العرب بصحبة آل علي وكان نزولهم في مكان يدعى “رأس بستانة” ومنها إنتقوا إلى قرية “تاوته”.

كنده او كندي
كنده هي قبيلة من جزيرة العرب هاجرت إلى الساحل الشرقي. وإسم كنده هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن يشجب إبن يعرب بن قحطان وسمي بكنده لأنه كند أباه إي كفر بنعمته، وكنده هذا إبن أخ جذام ولخم وبلاده باليمن، وكان لهم ملك بالحجاز واليمن ومنهم الصحابي الجليل إمرؤ القيس بن عابس الكندي.

عشائر وأسر أخرى
كان لها دور تاريخي في الساحل الشرقي العربي نذكر منهم؛ آل مذكور الذين حكموا بوشهر القرن الثامن عشر ميلادي ويُنسبوا الى بطن طَي القبيلة الكهلانية القحطانيه، وكذلك آل مناصير ومنهم آل حاتم وآل احمد وآل عبدالوهاب وآل شكا، وكذلك من الأُسر الحوسني والبوسلار وآل كندري وآل رستم وآل طالب وآل خلفان وآل عبدالقادر وآل عوضي وآل شطي وآل كوهجي وآل صوفي وآل شكري وال محمدي وآل مؤيد وآل عبدالواحد وآل فضل وآل قطان وآل بو حسن وآل شيخ وآل سيد وآل بستكي وآل جناحي وآل هاشمي الذين سكنوا خورلار ونسبهم شريف بآل بيت وكذلك آل رستاق وآل شيباني وآل بوسميط وآل سودان. بالاضافة الى أسر كالخاجه والنجدي وآل سعيد  والحميدي والخان والملا وقنبر وزينل وهنالك اسماء كثيرة لاسر يطول تفصيلها ولها قيمتها ودورها. وعذرا للقارئ اذا لم يتم الاستقصاء الشمولي.

العرب
الذين توطنوا ساحل الخليج العربي الشرقي. لهم شأن وهوية وإسهام تاريخي احتفظوا بقيم امتهم عبر الزمن الى ان تغول عليهم الفُرْس بتواطؤ غربي، فاستعمروا بلادهم وغيروا معالمها بديموغرافيا فارسية عرقية التوجه. فهاجر الكثير من قبائل العرب وأسرهم الى الساحل الغربي حيث اخوانهم وبني عمومتهم في دول الخليج العربي. وهنالك غيرهم من العرب لم يبرح مكانه ما زال يقاوم التفُرْسن تدفعه هويته وعروبته لاستعاده ارضه من هيمنة استعمار الفُرْس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *