الرأي , سواليف

عبداللطيف الفوزان الأكثر تأثيرا

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لم يكن مستغرباً ، أن يتم اختيار العم عبداللطيف الفوزان كواحد من أكثر الشخصيات العربية تأثيراً في المسؤولية الاجتماعية للعام 2020، وذلك في الملتقى التاسع لشركاء الشبكة الأقليمية للمسؤولية الاجتماعية ، والذي رعته شرفياً الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود ، بمشاركة عضو مجلس الدولة بسلطنة عمان علي المحروقي، كضيف شرف للملتقى، وبحضور عدد من الشخصيات العربية المعنية بالمسؤولية الاجتماعية؛ حيث جاء اختياره عطفاً على المبادرات والأفكار والأعمال الخيرية والتطوعية والخدمة المجتمعية التي تبناها .

قبل أكثر من سنة، وبالمصادفة، استمعت لكلام سيدة كبيرة في السن كانت تتحدث مع فتاة تجلس بقربها في إحدى العيادات . ولأن صوتها كان مرتفعاً بعض الشيء فقد استمعت لما قالته حول ظروفها وكيف استفادت من مشروع إسكان الفوزان الخيري . وبعد خروجي من العيادة ، استرجعت بعض المبادرات الرائعة التي حرص العم عبداللطيف عليها ، ومن بينها مشروع إطعام الذي يعتبر أحد أهم المبادرات التي خدمت المجتمع، وحفظت النعمة، وأسهمت كثيراً في إطعام العديد من الأسر المحتاجة، طعاماً نظيفاً، ينقل لهم في أجمل صورة تحفظ كرامتهم وتسد حاجتهم . ذلك المشروع الذي أحدث نقلة كبيرة في مفهوم المبادرات المجتمعية على مستوى المملكة .

الحديث عن مبادرات الفوزان لا يمل، ففيه ما يسعد الإنسان، ويشجع الآخرين على تقديم المبادرات المتميزة . ولعل من تابع مشروع مركز الفوزان للتوحد الذي تم افتتاحه قبل عامين ، أو من زاره ، يدرك حجم ذلك المشروع ومدى حاجة المجتمع له ، والخدمة الجليلة التي يقدمها للأسر التي تعاني من ندرة المراكز المتخصصة في التوحد .

وإذا كانت تلك المشاريع تمثل جزءا بسيطا من مبادراتهم للخدمة الاجتماعية في الداخل ، فإنها تسجل حضورا ملفتا لما يهم العالم الإسلامي، وذلك من خلال مسابقة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد . وهي الجائزة التي يشارك بها سنوياً ، الكثير من المهندسين والمعماريين من حول العالم .

المسؤولية الاجتماعية ليست مجرد أفكار تطرح، بل هي أعمال متكاملة ، تبدأ بالفكرة ، ثم دراستها وتقييم فوائدها ، ومن ثم تبنّي تنفيذها ومتابعتها والإشراف عليها . والأهم من كل ذلك ضمان استمراريتها ، من خلال أعمال الوقف التي يتم وقفها لصالح كل مشروع على حده ، كي لا يتوقف نشاطها في منتصف الطريق ، وهذا ما قام به العم عبداللطيف ، مما ساهم في اختيارة ضمن الأكثر تأثيراً في المسؤولية الاجتماعية ، في وطننا العربي . بارك الله في أعماله ، وكثر من أمثاله . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *