خربشة ومغزى

” الشَّرُّ “

أحمد بن عبدالله الحسين

فجيعة بيروت بانفجار البارحة أذهلت وأحزنت، وللشر أظهرت، وبهذا نقول:
الشر معناه السوء والفساد، وجمعه شُرُور، وهو ضد الخير، والشر نية أذى الآخر، والمساس بكرامته وحريته ، وهو رذيلة وقبح.

الشر
واحد ومتعدد في آن واحد، يشهد على ذلك أساليبه المتنوعة، وأصواته الكثيرة.
ومنفذ الشر ليس عنده شئ أكثر متعة من تلك اللحظة التي ينفذ فيها الشر، وتسلطه على من يشاء.
الشر مثل ريح تسلك دربا معلوما غير مرئي لتزعزع نفوسا أُخرى؛ بل لتسقط فارسا عن حصانه.
الشر عتمة، يهجم على الغير، تدفعه غَيْرة وهشاشة تفكير وضعف.
والأشرار هم الذين لا يملكون شيئا للمنافسة أو الموهبة، ولا كذلك الحضور، أو الجمال والذكاء.

الأشرار
هم كذلك يرغبون أن يتلاشى في ظلهم كل من يحاول الاقتراب منهم أو مسَهم.

الشر تترسب فيه أحقاد مشاعر سوداء تجتاز المسافات أكثر مما يمكن للمشاعر الطيبة أن تفعل.

وأصحاب الشر
ربما يظنون أن الحياة منحتهم حقا شرعيا؛ لإيذاء من يتفوقون عليهم.

الأشرار
يحولون القوانين إلى حبال يمشون عليها؛ بل لا يخافون أن يجعلوا تلك الحبال أرجوحة.

الشر
يكثر في الحياة الزلقة التي تتماوج فيها منظومة الحقائق والمعايير والنظريات.
تلك الحياة الشائكة الزلقة لها عتمة حينما يكثر فيها الشر الذي تعفن في ظلامها؛ بل تجد في مثل هذه الحياة المدَّعون الذي يزعمون أنهم يمتلكون الحقائق المطلقة والأثر والقوة.

الشر
له سرُّ تدافع مع الخير “وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖوَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” سورة الأنبياء.

الخير
يبقى كرامة مقابل استكبار وخيانة الشر، والخير كالقمر لا يهرب من الليل.
ربنا احفظ البلاد والعباد من كل أفاك أثيم فاعل للشر ومعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *