الرأي

الشيخ راكان المرشد طراز من الرجال مغاير

الشيخ راكان بن بشير بن سليمان المرشد رحمه الله، شيخ فاخر، وطراز من الرجال مغاير، حياته كلها تضحيات ومواقف ونبل وكرم وثبات، حتى أصبحت سيرته من بعده عناوين خالدة، وأعمدة راسية، وروايات للتضحية والإثار والإخلاص، ومدارات واسعة من العطاء، مجبولاَ كان على جمالية اللفظ، وجمالية العمل، وجمالية الأداء، وله هدوء جميل، احتدمت في روحه معاناة الآخرين، وعاش همومهم وألآمهم، كان في كل أموره يطوع نفسه في خدمة الآخرين بأسلوب مغاير ومتفرد ووفق إيقاع خاص، يؤثر العمل بصمت، ويأبى الإعلان عن نفسه، لأنه يؤمن أن الأعمال المؤثرة تعلن عن نفسها دون تدخل من أحد.

جعل من شخصيته له وحده وليست لغيره، أختطها ورسمها لنفسه، هدفه كان واضح، وفكرته كانت جلية، يقيس المسافات بدقة متناهية، وله قراءة خاصة في الحياة والإنسان، وعنده فراسة في ذلك مغايرة، رجل أتشح بكل جماليات البذل والإيثار والعطاء، ترفرف على مقلتيه سحابة من بياض وطهر ونقاء، رجل صاحب مكانة مرموقة ورفيعة وشخصية تاريخية قوية وفذة، صادقة وصريحة، حكيماَ ومتزناَ واضحاَ وعميقاَ في التفكير، لا يحب الرياء ولا المجاهرة، له مكانة عند ربعه وعشيرته، وعند عامة الناس وخاصيتهم، وله علاقات كبيرة مع ملوك الدول ورؤسائهم، له حضور وهيبة، كان فارساَ لا يهاب، لكنه كان حكيماَ يحب الصلح والصفح، ويمتاز بالحمية والتواضع، لا يعرف العلو والغطرسة والتكبر والتفرد، يحنو على الصغير، ويحترم الكبير، ويعرف قدر الآخرين، ميسم الأخلاق كان، ومرتكز العقل، وفنارة التواضع، لا يعرف التناقضات، ولا يرضى بالغرابات، وشخصيته واقعية في النموذج وفي الجذور والرمزية، له رؤية ملأى بالتفاؤل، ولغة تتناغم مع طرح الواقع، لا يعرف سادية الذات، ونرجسية الأنا، وتواضعه أيقونة حيرت الكثير، يحاول نقل التخيل إلى واقع، ويعتمد الحقيقة دون التخيل.

يشارك الناس الأفراح، كما يشاركهم الخسائر، يشتغل للناس، ويحاول توفير القيمة لهم، ويقوي جسور التواصل معهم، كان يعمل بهدوء وروية، يريد استشراف صياغة الواقع، لتحقيق اشتعال الحياة، عنده وعي كبير، ولا يجيد الإيحاء والتمويه والتلميح، لكنه فاعل في عملية الإبداع والقول والفعل، لا يطرب لصوت الأجراس، ولا مديح الحناجر، ولا يتماها مع الزيف الباهت، ولا ينكسر أمام المديح الأصفر الكاذب، لا يعرف المفارقات التصويرية، ولا فن التناقض، لا يقول إلا بعد أن يعرف المعنى، ويصمت أن عرف أن لا يقول، لا يعرف الوهن، حتى يصل إلى صلب ما يريد، إيراداته ومبتغياته ليست مسلات رمادية، لكنه يشعلها مسلات ذهبية راقية، في روحه مملكة حب، ومدينة ضوء، وقرية هدوء، وحياته كانت مدارات واسعة من العطاء، كتب عنه المستشرقون والرحالة وأشادوا به وبأعماله ومناقبه وبطولاته وحكمته وفكره،  اظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، رحمه وأسكنه فسيح جنته.

3 ردود على “الشيخ راكان المرشد طراز من الرجال مغاير”

  1. يقول محمد غانم:

    لا شك في سيرة الشيخ راكان المرشد اشهر من نار على علم .
    لكن نتمنى من الكاتب في القادم إبراز مواقف الشيخ راكان التي تجسد هذه الصفات التي ذكرها هنا

  2. يقول خالد:

    للشيخ رحمه االه كثيراَ من الأعمال التي خدم فيه قبيلته وأنا واحد من أبناء الذين عاصروا الشيخ الذي كان يروي عنه الشيء الكثير في المواقف والفزعة والحكمة وكان يؤثر الآخرين على نفسه ويقدمهم عليها وكان له مواقف مع الفرنسيين والعثمانيين في ذلك الوقت، إننا نشكر الكاتب على التنوية لهذا الشيخ رحمه الله لأنه يستحق ذلك ويستحق تسليط الضوء عليه.

  3. يقول سيف:

    لا جدال في السيره العطره للشيخ راكان المرشد
    حبذا لو ذكرت شى من اعماله وانجازاته
    ومناصبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *