المؤشرات ودورها في صنع القرار

متعب الشمري
متعب الشمري - باحث في الدراسات الاجتماعية

تعد المؤشرات من أهم وأكثر أدوات القياس انتشارًا لمعرفة النتائج ومدى إنجاز الخطط وتحقيق الأهداف، وأصبحت ملاذا للمنظمات والمؤسسات وحتى الأفراد في معالجة المشكلات واتخاذ القرارات للوصول إلى الأهداف المنشوده والحلول الممكنة، وذلك نظرا للتحولات الواسعة والسريعة للعوامل التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

قد يعتقد البعض أن المؤشرات تستخدم فقط بالجوانب الاقتصادية أو المالية فحسب، بل إن المؤشرات تستخدم لأغراض عدة في التقييم واتخاذ القرارات ورصد الظواهر المعينة في مراحل زمنية محددة يقاس من خلالها الاتجاهات و صياغه السياسات والخطط وتحديد الاهداف و تقييم نتائجها وعلى الرغم من الاستعمال المكثف في الأدبيات لمصطلح مؤشر فإنه لا يبدو للجميع مالوفا بشكل واف، فالقواميس تعرف المؤشر على أنه “إشارة الى شيء ما أو شيء معين” وكثيرا ما يتم الخلط بين المؤشرات والإحصاءات والمتغيرات ويمكن القول أن المؤشرات لها دوافع قوية في معالجة عدة عوامل بدءًا من مؤشرات النمو الاقتصادي إلى المؤشرات الاجتماعية من خلال اختيار المؤشر وتصميمه بشكل جيد وتحديد متغيراته الأساسية وتحديد فروع وأبعاده ووضع المقارنات المنهجية والممارسات العالمية ومراجعته بشكل دقيق وفق الأطر العلميه صحيحة.

تاتي أهمية المؤشرات ودورها في صنع القرارات من حيث تحديد حجم المشكله أو الظاهرة وحصر المعايير المتعلقه بها و تحديد أفضل البدائل وتقييمها و تحليل وتفسير النتائج وأختيار الحل الأمثل وتحديد الهدف و القرار الصائب و الاحتمالات المترتبه عند أخذ القرار

وتعد صناعة القرار عملية تقييمية للبدائل المتعلقه بالهدف النهائي أو القرار النهائي وتحقيق النتائج المرغوبه لمعالجة حالة معينة أو مجموعة من الحالات المحتمله سواء على صعيد المنظمات أو المؤسسات أو الأفراد.

اتخاذ القرار عمليه اختيار ما بين البدائل في حال توفر الظروف معينه لتحقيق النتائج والأهداف.

وتسعى المؤشرات إلى تقديم البيانات والمعلومات الدقيقة والواقعية لصانع القرار ومعرفه العوامل المؤثرة على القرار، وذلك من خلال إجراء تحليلات واعية واتخاذ قرارات مستنيرة تحقق المكاسب المرجوه منها وترتبط ارتباطا وثيقا في التوجه نحو الهدف.

وأود في هذا المقال عرض بعض الامثله والنماذج على المؤشرات.

أولا : المؤشرات التنموية: وتعنى بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقليل حالات الفقر في الدول النامية وزيادة واكتساب فرص التعلم وتوفير الحياة الكريمة ورفع مستوى الرفاهية في المجتمعات، ومن أمثلة هذه المؤشرات:
١- تقرير البنك الدولي حول مؤشرات التنمية العامة عام 2001م.
٢- مؤشرات التنمية المستدامة الصادرة عن الهيئه العامة للإحصاء.

ثانيا : المؤشرات الاجتماعية: وتعنى برسم السياسات الاجتماعية و تحديد المشكلات والظواهر الاجتماعية ومعالجة القضايا الاجتماعية،  ومن أمثلة هذه المؤشرات:
١- مؤشر التسامح.
٢- مؤشر التلاحم الوطني.

وقد صدرا عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

ثالثا: المؤشرات الاقتصادية: وتعنى بالإحصائيات والتقارير الاقتصادية التي تُستخدم في قياس أداء قطاعات الاقتصاد المختلفة لتقييم الوضع الاقتصادي، ومن نماذج هذه المؤشرات:
١- مؤشر مساهمه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في القطاع الخاص الصادر عن الهيئه العامة للإحصاء.

رائعا :مؤشرات الأداء: وتعنى بمقاييس نجاح المنظمة من خلال إنجاز الخطط والأهداف الإستراتيجية ومتابعه سير العملية الإدارية وتحسين مستوى التقدم للأداء، وومن نماذج هذه مؤشرات:
١- مؤشر وزارة الخدمه المدنية، نسبة الارتباط الوظيفي لموظفي الخدمة المدنية.

ويمكن الملاحظة أن المؤشرات لها دور كبير في صنع القرارات ورسم السياسات والخطط وتحقيق الأهداف ومساعدة صانعي ومتخذي القرار والسياسات العامة للحصول على البيانات والمعلومات الدوريه والمحدثة، ويمكن الاعتماد على المؤشر أن يكون مرجعا موثوقا للخبراء وصانعي القرار.

لذا نلاحظ التركيز على التوسع في إعداد المؤشرات لما لها من دور في صناعة القرار والإسهام في تسريع عملية التنمية والتقدم للمؤسسات والمجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *