(مسيار السبت و مخرج 7)

هدى الناصر

بعض القضايا تُطرح على خجل ، و الأولى أن تظهر للعلن ..
و تبعاً للمقولة (أن العرب لا يختلفون عن الغرب إلا في درجة السريّة) فإن توضيح المتناقضات يجلّيها بدلاً من أن يُسوغها و يطرّيها .

تابع البعض المسلسلات الرمضانية ، و حظي صاحب الطُرفة بنصيب الأسد
مثال مسلسل ( مخرج 7 ) ..

و بغض النظر عن الأطروحات الثانوية التي تناولها ، لكن الترويج لـ ( زواج المسيار ) هي الخيط الناظم لحلقاته .
تزينت صورته حتى تعاطف المشاهد مع محاولات الزوجين لإخفائه !

جاء المسلسل كأكبر دعاية لزواج المسيار .. موظف شارف على التقاعد يكافئ زوجة العمر بزوجة ثانية بعيداً عن خط الإنسانية ، حيث لم يبدُ أنهما على خلاف البتّة ..

يأتي هذا الزواج كرسالة عامة للمشاهد بشرعيته التامة المطلقة ، و رسالة خاصة للمرأة الجميلة ذات المنصب و الشرف لتقبله و كأن خيارات الحياة قد عُدمت !!

حاول المُخرج و كاتب السيناريو محاولة بالغة الهشاشة من أجل الحفاظ على كرامة ” المرأة السعودية ” حين جعلوا خوفاً وهمياً يسكنها ، كتبرير لها لكي ترضى بالمسيار
خوف من أخيها ، أو من سلب حقها في حضانة ابنتها ، أو من طليق تبين أنه يحبها و يرغب بعودتها .
ثم جسدوها بصورة متناقضة … فهي مديرة ، ذكية ، مستقلة مادياً ، ترأس الرجال ، و تبذّهم !

لا أدري كيف تُطرح قضية ” المرأة الخائفة ” في عام 2020 م ؟!
و نحن في ظل دولة رشيدة عادلة كفلت للمرأة حقوقها الشرعية و المدنية ، و نعيش في بحبوحة مظلة رؤية 2030 م !

كيف يُروج لزواج الخَباء ؟ ولا زالت شريحة كبيرة من المجتمع تأنف من إذاعته في العلن .

أعلمُ أن مناقشة أهليته قد تأخر ، لكن الأمر الغير صحي يظل جدلياً مهما طال الزمن ، لأن أساسه قائم على ” نيّة معروفة ” مهما حاولوا التدليس فيه ، كما أنه امتهان للمرأة مهما عددوا الذرائع الموجبة له.
.
ماذا تعني كلمة “مسيار” في المعجم العربي ؟
كلمة ( سَارَ ) بمعنى :
مشى ، اجتاز ، تخطى ، مرَّ ، مضى ، عدا … الخ
مضاد كلمة ( سَارَ ) :
استقر ، تركز ، ثبت ، رسا ، وقف ، سكن .. الخ

قال الله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) .

إن ارتكاب الحرام مع نيّة التوبة أشد صدقًا مع النفس من خداعها في تحليل بعض الأمور ، فهم مثل أصحاب السبت في اصطيادهم المحرم !

و للأسف إن الدعاية المُغلفة بالظُرف ، تجعل المشاهد يتعاطف مع الظلم بلا وعي .

و صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام : {الحلال بيّن و الحرام بيّن}
إذًا لندع الشُبهات .

ردان على “(مسيار السبت و مخرج 7)”

  1. يقول بدون اسم:

    لطالما كنتي متميزة ياهدى بكل مكان وكل بقعة ينزل فيها قلمك ، لا توجد اضافات سوى الإعجاب الآسر المتزايد بكل ماتكتبينة.

    شكراً عناوين على هدى

  2. يقول ميسون الدهام:

    مقال ينبع من العقلانية والوعي ..
    ونعم نحن نعيش في ظل دولة قدمت وسهلت كل ماأظهروه بشكل عكسي على المرأة
    أما كلمة سارَ ومضادها كلمة كفيلة لشبهة المسيار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *