الرأي

دراما لا تمثلنا

أسماء العبداللطيف

كاتبة سعودية،مدربة معتمدة في القراءة

ما زال المشاهد يحمل نفس المعاناة ، وهو يحاول أن يقنع نفسه أنه أمام دراما تلفزيونية تشبهه أو تشبه همومه وما يريد قوله أو ما يريد فهمه !!
لكنه يصدم أن لا شيء من الذي أمامه يمثله إلا اللغة أو خليط اللهجات..

الكاتب نفسه ، والمخرج نفسه ، والفكرة نفسها لا تتغير !!
حتى الكوميديا تحولت لشيء ثقيل لا تضحك إلا رامزها….

المشاهد يعاني عندما يكون أب أو أم وسيل من لقطات الصراخ من الأبناء تتكرر ونظرات التعالي من الأبناء يحشون بها المشاهد … أزمة تواصل تخلق بين الأجيال بإسم الدراما والمسلسلات الرمضانية..ولا مجال لذكرها الآن….

أما أزمة الصورة فهي أكثر الأزمات سقوطا في تاريخ الدراما السعودية !! (صورة الرجل الجنوبي) لم تتغير بل تترسخ عاما بعد عام ، ولم يستحِ الكاتب ولا الممثل ولا المخرج من أولئك الأبطال الجنوبيين وهم يسكنون الخنادق منذ أكثر من خمس سنوات في الحد الجنوبي ، لم تقنع هذه البطولة أن تغير في عقل الكاتب الصورة !!! … (صورة الرجل الحجازي ) المضياف حامل لواء السلام والابتسامة لكل ضيوف الرحمن يخرج بصورة مترهلة هشة لسنوات !!!!! (الرجل البدوي) حامل القيم والقيمة يخرج كمتخلف همجي بلا حياة … !!

لن تتساءل يا صديقي القارئ طويلا إذا عرفت أن المخرج لا ينتمي لأي منطقة من المناطق المشوهة ، ليس جنوبيا ولا حجازيا ولا نجديا ، إنه من خارج الوطن ، ولا يهمه احتراق الصور إن لم تكن هدفه !!

ننتقل لسؤال مهم : لماذا تتقدم الأغنية السعودية وتتأخر الدراما السعودية؟!!؟
تقدمت الأغنية السعودية ولا تزال تبهر ؛ لأن شاعرها ليس واحدا ، وملحنها ليس واحدا ، والمعاني ليست واحدة ، والمتذوق لا يرحم …

كيف ستكون السينما السعودية والمسرح السعودي بلا صناعة محترفة ؟
وأصل المعاناة تكمن في (صناعة النص) ، في غياب الكاتب ،  في غياب المخرج ، في غياب الواقع .. في غياب الإنسان ، وما يحتاج له …

هل نعاني من غياب الكاتب؟..
الحقيقة لا … لدينا الكاتب الوجداني ، والكاتب التاريخي ، والكاتب الخيالي ، والكاتب الواقعي ..
كُتّاب من الطراز الرفيع .. قادرون على صناعة دراما سعودية لا يمكن أن تسقط أو أن تفشل …

لا يمكن لأي دراما عالمية كانت أو محلية أن تنجح إذا لم تحمل أهم فكرة وهي (احترام عقل المشاهد ) !!
ولا يمكن لمشاهد أن يبقى أمام شاشة لا تحترم عقله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *