الرأي , سواليف

الوطن ينتصر

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

قد يساور البعض الشكوك حينما نقول إن حكومتنا الرشيدة قد نجحت – بامتياز – في تعاملها مع وباء الكورونا ، والسبب أننا جزء من هذا الوطن وبالتالي فشهادتنا فيه قد تكون مجروحة . لكن ما رأيكم عندما تكون الشهادة من الخارج حيث الخبراء والمنظمات والهيئات المتخصصة التي ترصد كل شاردة وواردة حول تعامل دول العالم مع هذه الجائحة .

يقول الدكتور ميخائيل فضارف ، وهو أحد أهم الأخصائيين والمتخصصين بالأمراض المعدية ، والذي سبق وأن عمل مع الكثير من المنظمات الدولية للحد من انتشار الأمراض المعدية ، وصاحب خبرة طويلة في دراسة الظواهر في القارة الآسيوية ، يقول في لقاء أجري معه في قناة روسيا اليوم ، إن المملكة  نجحت بامتياز في التعامل مع هذا الوباء الخطير منذ بداية ظهوره من خلال الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها . وأنه لولا تلك الإجراءات لكانت النتائج سيئة وخطيرة ، يضاف إلى ذلك – والحديث له – ، توفر البنية التحتية للمستشفيات مع وجود الكفاءات السعودية من أطباء وممارسين صحيين وفنيين وإداريين .

وعندما تأتي هذه الشهادة عبر متخصص ليس له أي علاقة بالمملكة ، واللقاء في محطة عالمية مثل “روسيا اليوم” ، فإن تلك الشهادة تعني الكثير من المصداقية .ناهيكم عن أن الأرقام قياسا على مثيلاتها حول العالم تعتبر رائعة . فمن خلال رسم بياني للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي ، والذي  يوضح نسبة المصابين قياسا لعدد السكان في كل دولة ، تبلغ النسبة في المملكة 39 مصاب لكل مليون نسمة ، وفي أمريكا 430 لكل مليون ، وفي البحرين 333 لكل مليون ، وفي قطر 226 لكل مليون ، والكويت 58 لكل مليون . مما يعني أن المملكة حققت إنجازات عظيمة للحد من انتشار الفيروس وفق إحصاءات لا تكذب .

أعداد المصابين ليوم أمس ، بينت أن الرياض سجلت أكبر عدد من الإصابات ، لكن عندما ننسبها لعدد سكانها البالغين 6 ملايين نسمة ، نجدها لا تتجاوز 3 لكل مليون ، وهي نسبة تكاد لا تذكر ، والحال ذاته مع بقية المدن . لقد نجحت روح الفريق الواحد من مختلف الوزارات في ترجمة خطط القيادة الرشيدة التي رسمتها وحولتها من رؤية إلى واقع ملموس . وهذه النتائج – حتما – ستمنحنا الثقة كمواطنين أن الأمور تسير إلى الأفضل ، وتدفعنا لمزيد من التفاعل مع كل إجراءات السلامة والوقاية والإلتزام بالبقاء في البيوت وهذا هو الأهم.

معا سننجح بإذن الله في تجاوز هذا الوباء ، وستعود الحياة كما كانت من قبل . وكلما التزمنا بالتوجيهات ، كلما أسرعنا في الإعلان عن انتصار الوطن . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *