آراء وأفكار

كورونا أرعب المهايطين وأوقف هياطهم!

فيروس كورونا كما غير العالم وألغى برامجه وخططه وتنبؤاته، وأوقف حركة طائراته وسياراته وسفنه وقطاراته، وعطل سياحته، وأغلق مسارحه ومكتباته ومعارضه وأسواقه ودور علمه، ألغى أيضاَ وبشكل ملفت سريع وعجيب (الهياط) بكل تنوعاته ومعالمه وحركاته وفشخراته الكاذبة، وحطم أسطورته الكاذبة الباهتة وأخفى بسرعة فائقة مريدية ومحبية ومصوريه ومادحية والداعين له والمطبلين له.

لقد نما (المهايطين) وتكاثروا بيننا مثل طحالب البحر ونبات الفطر ونشارة الخشب، لا يحملون من العلم والفكر واللغة والفائدة شيء سوى الهياط الكثيف واللغو المبين وفق ثقافة بائدة، وعقلية راكدة، وتنظير سطحي، وطرح واهن وضعيف، استغلوا وسائل التواصل الإجتماعي أسوأ إستغلال من أجل تفريغ طرحهم الهلامي، وإشباعاَ لنهم المادة والثراء السريع، لقد أزعجونا ردحاَ من الزمن بضجيجهم النشاز، وأزكموا أنوفنا بنشر غثهم السقيم، يبالغون حد اللامعقول في القول والوصف والإطراء ويسرفون فيه حد التقيؤ، يستخفون بالناس والمال والنعم، لقد تعدو حدود المنطق والمعقول.

إن طرحهم وتصويرهم وشيلاتهم وتصرفاتهم لا يقبلها عقل حكيم، مؤلم ما يفعلون، ومحزن ما يطرحون، كونهم يعيشون المتناقضات في خطوط غير متوازنة، أصبح لهؤلاء معدون ومؤلفون ومخرجون ومصورون وقنوات ومسوقون وداعمون، يخرجون عن الطبيعة في الأقوال والأفعال، أعمالهم كلها ضجيج وعجيج وجلبة وبهرجة، فارغة من الإنجاز والإنتاج والفائدة، يبحثون عن العظمة والتفخيم، لا هم ولا الذين ينفخون بهم أنتج للإنسانية أو أضاف للحياة شيء، لا صنع طائرة، ولا أنتج لقاحاَ، ولا اكتشف علاجاَ، ولا ابتكر دواء، بل كلاهما عالة، يقتات ويتشافى ويلبس ويأكل من صنع الآخرين وإبتكاراتهم وإنتاجهم،.

إن كورونا لا يحمد لها شيء مطلقًا سوى أنها ألجمت هؤلاء المهايطين وأقعدتهم أرضاَ، وعرتهم وأسقطت من على أجسادهم ورقة التوت الصغيرة، وجعلت الناس يعرفونهم جيدًا ويلفظونهم، وحتمًا سيطوحونهم لا حقًا خارج دائرة الإهتمام والتفكير، وإذا كان لديهم بقية عقل وحكمة سيتوقفون عاجلًا عن الاستمرار في ألعابهم البهلوانية المضحكة، واستعراضاتهم الغبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *