الرأي , سواليف

تجارنا والبنوك والكورونا

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أشعر أحيانا بأن هناك بعض الفئات من المجتمع السعودي ينظرون للشركات ولرجال الأعمال نظرة سلبية . لا يترددون في كيل الاتهامات لهم وتحميلهم كل المشاكل التي يتعرضون لها . ولقد كررت – في أكثر من مقال – أنني أكره التعميم ، فليس كل رجال الأعمال متقاعسون عن أداء واجبهم الاجتماعي متى استدعت الظروف ذلك ، ولا كلهم مساهمون فاعلون في مساعدة الآخرين في الأزمات الطارئة . ولكنني – دائما – مع عدم النيل منهم ، ليس تعاطفا معهم ، أو لمصلحة بيني وبينهم ، بل لأن بقاءهم في وضع جيد ، يعني أن الكثير من بيوت السعوديين العاملين في تلك الشركات والمؤسسات ستظل مفتوحة .

لعلكم تتابعون الأخبار التي تؤكد تفاعل عدد ليس بالقليل من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات مع هذه الأزمة . وإذا كان هناك من لا يرغب في الإعلان عن تبرعه – وهذا شيء نبيل – ، فإن ما نسمعه عن غيرهم يعتبر مقبولا وإن كان غير مقنع للناس عطفا على ما سمعناه من مبادرات للكثير من رجال الأعمال في دول أخرى . فنحن نعتقد ، بل نجزم أن الكثير من رجال الأعمال السعوديين يمكنهم تقديم أضعاف ما قدموه . خاصة وأن ثروات معظمهم أكبر بكثير من ثروات أولئك التجار في الدول المجاورة .

أما البنوك فقد – أصّلت – مبدأ العداء بينها وبين المجتمع من خلال تخلفها المستمر عن أي مبادرات “جوهرية” ، حين أعلنت يوم أمس عطفا على البيان الصادر من مؤسسة النقد المتضمن إعلان برنامجها لدعم تمويل القطاع الخاص بحوالي 50 مليار ريال ، عن مبادرة لتأجيل أقساط (3) أشهر للعاملين في المجال الصحي الحكومي والخاص . مبادرة وإن كانت جيدة ، إلا أننا توقعنا شمولها جميع المقترضين السعوديين . فمع أننا نضع كل فرد من أفراد الصحة فوق رؤوسنا تقديرا لدورهم البطولي ، إلا أن ظروف الناس بشكل عام هذه الأيام صعبة ومعاناتهم مريرة ويستحقون منحهم مهلة مماثلة حتى يستطيعوا تدبير أمورهم  .

الدولة – أعزها الله – قدمت مبادرات ضخمة لدعم القطاع الخاص وتعويضه جزئيا عن الكثير من الخسائر التي تعرض لها ومن بينها البنوك . فهل تتحرك مجالس إداراتها لتلعب دورا في التخفيف من هذه الأزمة الطارئة ، أم يستمر الوضع كما هو عليه منذ عشرات السنين ؟! . لكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *