لماذا يُسمى يوم الثلاثاء 3 آذار/مارس “الثلاثاء الكبير” في الولايات المتحدة؟

الثلاثاء الكبير في الولايات المتحدة

يدخل سباق انتخابات الرئاسة الأميركية مرحلة جديدة اليوم 3 آذار/مارس 2020م. إنه مثل الفرق بين احتساء الشاي من فنجان أو كوب، وشرب المياه من صنبور إطفاء الحرائق.

بعد أشهر من قيام المرشحين بالتنافس في الولايات الأربع الصغيرة التي صوّتت في شباط/فبراير، ينتقل السباق إلى أكثر من اثنتي عشرة ولاية تصوّت في اليوم نفسه.

يقترب الحزبان السياسيان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي، من اتخاذ قرار بشأن مرشح كل منهما في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في تشرين الثاني/نوفمبر. ونظرًا لأن الرئيس ترامب قد ترشح لإعادة انتخابه، فإن بعض الولايات قد تخطت الانتخابات التمهيدية للجمهوريين هذا العام. لكن ستة مرشحين ما زالوا يناضلون من أجل نيل ترشيح الحزب الديمقراطي. (المرشحون المستقلون والمرشحون من الأحزاب السياسية الأخرى يمرون بمجموعة مختلفة من التحديات لكي يكونوا على قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة في اقتراع تشرين الثاني/نوفمبر).

3 آذار/مارس، المعروف باسم ’الثلاثاء الكبير‘ (Super Tuesday)، يعني إجراء انتخابات في 14 ولاية. كما سيشارك الناخبون في إقليم ساموا الأميركي التابع للولايات المتحدة والديمقراطيون الذين يعيشون في الخارج. النتائج مهمة بسبب الحسابات التي ستؤثر في تحديد المرشح والزخم الذي سيحصل عليه المتصدر للسباق. يريد المرشحون الفوز بأكبر عدد من المندوبين ليكون ذلك رصيدا لهم في مؤتمر الترشيح الديمقراطي هذا الصيف من أجل زيادة فرصة كل منهم في أن يصبح مرشح الحزب.

في يوم ’الثلاثاء الكبير‘ سيكون أكثر من ثلث مجموعة المندوبين بأكملها متاحًا للتنافس والفوز. جدير بالذكر أن الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية الأربعة الأولى مجتمعة اشتملت على عدد أقل من المندوبين المتعهدين (155) مقارنةً ببعض الولايات الفردية التي تصوّت في 3 آذار/مارس.

قالت باربارا نوراندير، أستاذة شؤون الحكم في جامعة أريزونا ومؤلفة كتاب (The Imperfect Primary)، “إنه (الثلاثاء الكبير) أول اختبار كبير للمرشحين من حيث القدرة على إدارة حملة وطنية. فهو سيظهر ما إذا كان لديهم تأييد في جميع أنحاء البلاد.”

وليس من قبيل المصادفة أنه في عملية تستمر شهورًا لاختيار مرشح واحد، قررت العديد من الولايات إجراء الانتخابات التمهيدية في اليوم نفسه. فقد اختار قادة الأحزاب الولايات الأربع الأولى المسموح لها بإجراء الانتخابات خلال شهر شباط/فبراير. (أيوا، ونيو هامشر، ونيفادا، وساوث كارولينا.) أما 3 آذار/مارس فهو أول يوم يمكن لأي ولاية أخرى إجراء تصويت فيه.

قياس النتائج

تقول نوراندير إن غنائم الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يتم توزيعها بشكل متناسب. وهذا يعني أن أي مرشح يحصل على 15 بالمئة على الأقل من الأصوات يمكنه الفوز ببعض المندوبين في الولاية. وبينما يقرر المرشحون أين يُمضون وقتهم وينفقون أموالهم حتى 3 آذار/مارس فإنهم يميلون إلى القيام بالكثير من العمليات الحسابية المعقدة لكي يحسبوا أين تكون لديهم أفضل فرصة للفوز بالمندوبين.

وبالإضافة إلى فرصة الحصول على عدد من المندوبين، فإن يوم ’الثلاثاء الكبير‘ يخلق فرصًا للزخم والاهتمام وجمع التبرعات للفائزين. فبعد أن كان التركيز على ولاية واحدة في كل مرة، يتعلم المرشحون مدى إمكانية ترشيحهم على نطاق واسع للبلاد، وفقا للأستاذة هيذر إيفانز، أستاذة العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كوليدج آت وايز. وسيكون بمقدورهم إظهار ما إذا كان بإمكانهم جذب الدعم والتأييد من مجموعة متنوعة من الفئات السكانية من الناخبين. كما يمكنهم أيضًا إظهار القوة في الولايات الرئيسية التي تتأرجح سلبا وإيجابا بين الحزبين من انتخابات إلى أخرى.

وقالت نوراندير إنه على عكس الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في العامين 2008م و2016م، فإن الناخبين في العام 2020م لديهم عدد أكبر من المرشحين ليختاروا من بينهم. وقد ينسحب بعض المرشحين بعد ’الثلاثاء الكبير‘ إذا استنتجوا أنه من غير المرجح أن يفوزوا. لكنهم قد يساعدون حزبهم في التضافر حول مرشح آخر. وأضافت، “إنهم لا يريدون حرق جسورهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *