الرأي , سواليف

أطفال التوحد وعبداللطيف الفوزان

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

مع بداية حفل تدشين مركز عبداللطيف الفوزان لأطفال التوحد والذي شرفه ورعاه سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ، كنت أفكر فيما سأكتبه عن هذه المناسبة . فما بين الرعاية الكريمة لسموه ، و حضور معالي وزير التعليم كشريك رئيس لهذه المبادرة ، وتواجد هذا العدد الكبير من رجال أعمال المنطقة والمثقفين ، وما يضمه هذا المركز من تجهيزات عالمية ، وما يجب أن يحظى به أطفال التوحد من اهتمام ورعاية ، وما بين الدور الذي يقوم به العم عبداللطيف الفوزان من خلال برنامج الفوزان لخدمة المجتمع . ما بين هذا وذاك ، خشيت من تشتت الأفكار حول كل ما يستحق تسليط الضوء عليه .

الكثير من الناس لا يدركون المعاناة التي تتعرض لها العائلات التي لديها أحد أطفال التوحد . كما لا يدركون التكلفة الباهظة التي تضمن استمرارية تشغيل مثل هذه المراكز المتخصصة . فهم لم يطلعوا على التجهيزات المطلوبة لتعليم وتأهيل أولئك الأطفال . عكس من سمحت له ظروفه بالبحث والقراءة عن هذا الطيف ، والذي يدرك أن الأمر أكبر بكثير مما يتوقعه الآخرون .

عندما يكون المشروع مثل مشروع مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد ، كمشروع خيري غير ربحي ، تم تصميمه وتجهيزه وفق أرقى وأحدث التجهيزات العالمية ، كأكبر مركز للتوحد في الشرق الأوسط وبهذه المواصفات العالمية ، بتكلفة جاوزت الستين مليون ريال ، بطاقة إستيعابية تصل إلى 240 طالبا وطالبة في الفترة الواحدة ، وبمساحة تبلغ 17000 مترا مربعا . فإننا نقف احتراما وإجلالا للعم عبداللطيف الفوزان ولأبنائه وأسرته على ما يقومون به من مشاريع خيرية بشكل عام ، وهذا المشروع الإنساني بشكل خاص ، داعين الله بأن يوفقهم ويوسع رزقهم ويعوضهم خيرا عن كل ريال يصرفونه في هذه الأعمال .

لقد سمعتم الكثير عن إضطرار بعض الأسر للسفر إلى خارج المملكة لعلاج أبنائهم . كما نقلت عبر مقالاتي السابقة في جريدة اليوم ، معاناتهم وتمنياتهم على رجال الأعمال بتبني مثل هذه المشاريع غير الربحية . وقد جاء اليوم الذي يرون فيه مشروعا ضخما متكاملا ومجهزا بأفضل التجهيزات وأمهر الإخصائيين والأخصائيات يمكنهم من إلحاق أطفالهم به دون الحاجة للسفر إلى خارج المملكة كما كانوا يفعلون من قبل .

هذا المشروع الخيري ، يعتبر إضافة جميلة وكبيرة لمدينة الخبر وللمنطقة وللمملكة بشكل عام . ولقد أسعدني الأستاذ عبدالله الفوزان ، رئيس مجلس الأمناء لبرنامج الفوزان الخيري ، حين قال إنهم على استعداد لتقديم كل الدراسات والتصاميم التي قاموا بها لكل من يرغب من رجال الأعمال ومن المؤسسات الخيرية ، لبناء مراكز مشابهة في مختلف مناطق المملكة ، خاصة وأن الإحصائيات تشير لما يقارب من 400 ألف طفل من هذه الفئة الغالية علينا في مختلف المناطق . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *