الرأي

الإهمال.. حياة!

أسماء العبداللطيف

كاتبة سعودية،مدربة معتمدة في القراءة

“واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله”

صموائيل بتلر

.. ولأننا نُدفع للمدارس من سن السابعة ونتلقى النصائح من سن الرابعة ، ونخوض الحياة محملين بما يجب وما لا يجب ، أصوات الآباء والأمهات المعلمين والمعلمات وأصحاب النجاحات والإنجازات ، نكاد بالكاد نتنفس …. و نكاد لا نثق بهذا كله … لأن ما وجدنا عليه آبائنا لم يكن لنا .
وما نحمله الآن لم يخلق لقادم الأيام… كل تلك الأشياء لم تكن صالحة لكل زمان ومكان … فلكل زمان قصته التي يرحل بها … لكننا لا نجعلها ترحل نعيد القصة لكن بممثلين جدد ، نعيدها نحن ، لتصبح الحياة مشهد ممل …لأننا ببساطة وتعقيد نمسك بكل شيء لا شيء يهمل أو ينسى أو يترك …

نعيد النظر للأشياء بنفس الطريقة لنحصل على نفس النتيجة … ماذا لو حدقنا في أشياء أخرى… ؟
من يملك قوة الإهمال لكل هذا ؟ ليخلق حقيقة أخرى؟
لماذا لا نملك قوة الرحيل وإهمال علاقات تأكل من سعادتنا و أيامنا؟ ولماذا لا نفهم أن تركها واجب بدلاً من تقليب الضمير لسنين !!
و إن صاحوا بك : “صبر جميل” .. لوّح بيدك .. بل هجر جميل.

لماذا لا نملك قوة الصمت وإهمال آحاديث فارغة ،بدلاً من سحق أوقاتنا في فنون المجاملات!!
وإن صاحوا بك : “الذكاء الاجتماعي” .. لوّح بيدك بل الهروب الجماعي..

لماذا لا نملك قوة الصدق وإهمال الكذب الأبيض
لتحمل كل كلمة معناها الحقيقي .. أحبك يعني أحبك ، وأكرهك يعني أكرهك …. ولا شيء آخر !!
وإن صاحوا بك : “الحكمة ضآلة المؤمن” ، لوّح بيدك …لن أركض لشيء ضل ..

هل تعرف لما لم يعد باستطاعتنا الضحك من كل قلوبنا؟
ولم يعد باستطاعتنا البكاء من كل قلوبنا ؟
ولم نعد نستطيع الحديث من كل قلوبنا؟

لأننا لسنا نحن !!
لِمَ ؟
لأننا لا نهمل شيئا … !!
لِمَ؟
لأننا نعتقد أن كل شيء مهم إلا مانريد فلم نعد نحن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *