الرأي , سواليف

خذلان المرأة الخنجر المسموم

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

قلوب النساء أكثر ليونة من قلوب الرجال . ليس فقط في مجتمعاتنا الشرقية ، بل في كل مكان بغض النظر عن ثقافة تلك المجتمعات أو تباين نظراتها للنساء . فمن النادر أن تجد قلبا قاسيا لإمرأة ، وإن وجدت فسيكون شذوذا عن قاعدة اللين والعاطفة التي تتمتع بها قلوبهن . المرأة كتلة من العواطف والأحاسيس والمشاعر . وهي إن أحبت فهي تحب بكل جوارحها ، وإن وثقت بالرجل منحته كل ما يتمناه من وفاء وإخلاص وطيب معشر. إن هي أحبت لا تترك شيئا لها، تعطي بلا حساب وتضحي لأجل من تحب بلا حدود . ولقد وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير ، وقيل في التفاسير أنها من الزجاج الشفاف ، كونها أكثر عرضة للخدش والكسر من غيرها من الأواني . مما يؤكد على أن المرأة ضعيفة في تكوينها ، رقيقة في مشاعرها ، حساسة في حياتها .

المرأة تضع بيضها في سلة زوجها ، تراه أجمل الرجال وأكثرهم شهامة ، فارس أحلامها ، ومحقق طموحاتها ، والأمير المغرم بأميرته . ترى فيه من سيعوضها عما فقدته في حياتها ، ويمنحها كل نواقصها العاطفية والنفسية . هكذا هي المرأة لا ترى أبعد مما يقول لها قلبها . فالحب عند المرأة هو المحطة الأخيرة في الشراكة الزوجية . فترسم مستقبلها وتبني أحلامها عليه باعتباره هو ذلك الأساس . مشكلتها الخطيرة أنها لا تكون جاهزة لأي احتمال غير احتمال محبة الرجل لها وإخلاصه للعشرة التي تربطهما . ولهذا تصدم عندما تكون ثقتها في غير محلها ، إما بخيانته لها ، أو بتمرده أو بتنمره عليها ، فتشعر بألم لا يعادله ألم ، وخيبة أملها في عمود خيمتها وحامي بيتها تبدو قاتلة لا تحتمل .

خذلان المرأة ليس فقط عند الطلاق ، فهناك خذلان بالخيانة ، وخذلان بالإهمال ، وخذلان بالاستهتار . فبعض الرجال قساة القلوب . لا يهمهم مصير المرأة التي تتعرض للخذلان . لا يفهمون معنى العاطفة ولا العشرة ولا معنى الحب وقداسة الحياة الزوجية . القضية ليست قضية نفقة يدفعها نهاية كل شهر ، بل هي قضية قلوب مكسورة ، ونفوس مهزومة من الداخل . مشكلة النساء أن عقولهن لا تسكن رؤوسهن بل في قلوبهن .

أيها الرجال القساة … خافوا الله في النساء .. تذكروا أن الله أقوى من قوتكم ، وأعدل من حكمكم ، وأنه يمهل ولا يهمل . ولكم تحياتي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *