الرأي

لماذا الأقنعة ؟..

أسماء العبداللطيف

كاتبة سعودية،مدربة معتمدة في القراءة

عندما نتحدث عن الأقنعة كان لابد من تصنيفها…أقنعة للخدع والمصالح ومآرب أخرى وأقنعة لحفظ الود ! يضطر الكثير لوضعها وتحمل ثقلها لأجلك….
ولأننا نحب المسافات الطويلة بيننا وبين الحقائق والحقيقة . نصف كل من يلبس القناع بالأذكياء اجتماعياً !! ونحب أن نعيش خادعين أو مخدوعين !!
لأن المواجهة قاسية ، ولأن الطريق للتغير طويل ، ولأن الناس لا تعرف ما تحمل من قوة وما تحمل من إبداع، فرحلة الغوص في الذات ليست أمراً هيناً ولا صورتها بالشيء البين .. فهي صورة شكلتها آراء الناس والمواقف ! فندفن فينا ! ولا يصدق أحد صوته .

الأمر لا يتوقف هنا ، أقصد على الفرد فقط بل ينتقل للأسرة فحتى تكون أسرة رائعة كان لابد أن يكون أحد الأفراد يحمل قناعاً … أي أن يكون كاذباً أو مخادعاً … ليس في الضرورة كل الأسر وليس في الضرورة كل الأفراد ولكنه واقع يفسر عشرة آلاف صك طلاق في شهرين ، عشرة آلاف قناع يسقط!!!
لأن الأسر الرائعة سريعة السقوط . ولا تستمر إلا الأسر المتعبة المعذبة ؛ لأنها اعتادت الألم ، وصار جزءاً من يومها ، ولا تثريب على المحاربين القدامى… الذين ورثونا الحرب .

من يرفض الأقنعة ؟
السؤال صعب ؛ لأن الإجابة صادمة ….
يرفض الأقنعة صنفان…
*الأصدقاء الحقيقيون….لأن علاقتهم الجزء الأكثر أمناً في الحياة ، فيها الإنسان غير مضطر للتغير أو التلون أو التجمل … يقبله ويقبل الآخر بكل مافيه ..علاقات عفوية سطحية عميقة قصيرة وطويلة المدى ..لماذا ؟ لأن المسؤوليات والحسابات بينهم خالية تماماً .. البطولات والمواقف بينهم فطرية تشبه علاقة الأطفال ..

* الصنف الآخر ، وهم الأشرس في العلاقات والمواقف ، لا يحب الأقنعة ؛ لكنه لا يعرف كيف يتحدث كإنسان..يمزق بكلماته كل محاولة للبقاء في عين من أمامه ، يرمي الجحيم فوق رأس كل من حوله ، ولا سبيل إلا الاحتراق .

نتساءل: لماذا هذا كله ؟
لما لا نحمل القوة الكافية للعيش والتقبل والفهم ؟
لما نحاول تغيير كل من نصادف أو نعيش معهم ؟
لما ندفع الكثير لخداعنا حتى نقبلهم؟

هل نحتاج في كل علاقة عهداً كعهد الأصدقاء؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *