الرأي , سواليف

نحيب ما بعد الحقيقة

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لم يكن مستغرباً عودة نفس الأبواق التي شنت حملة إعلامية مركزة ومدفوعة “الأجر” على المملكة بشكل عام وعلى سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – بعد جريمة اغتيال الأستاذ جمال خاشقجي – يرحمه الله – لتلعب نفس الأدوار التي رُسمت لها آنذاك . فالصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية وضيوف كل برامجهم ، عادوا لأداء أدوارهم ليقبضوا الجزء الثاني من قيمة شراء ذممهم بعد أن استلموا حقوقهم عن أدائهم للجزء الأول من مسرحيتهم تلك. العلج التركي ، والبقرة الحلوب القطرية ، وخنازير عرب الشمال ، وجرذان الجمعيات التي تدعي رعاية حقوق الإنسان ، وثعالب الإخوان المسلمين ، وبعض الصحف الأمريكية والغربية ، كلها دخلت في نوبة نحيب وقهر بعد أن هزتهم العدالة السعودية ، وأربكتهم نزاهة قضائنا ، وصدمتهم مواقف أسرة خاشقجي .

قناة الخنزيرة التابعة للبقرة الحلوب القطرية ، ومعها كل القنوات التي تأسست بالمال الفاسد القطري ، والقنوات الأوروبية “الناعقة” بالعربية والتي يسيرها ويشرف عليها عرب الدنانير ، لم تهدأ منذ أن قال القضاء السعودي كلمته ، وبعد أن أعلنت النيابة العامة الأحكام التي صدرت بحق مرتكبي الجريمة . فعند هذه القنوات الفاسدة (أخلاقاً وذمةً) ، يكون التركيز على جريمة قال القضاء حكمه فيها ووافق أصحاب الدم على أحكامها ، أهم عندهم من قتل جماعي وتشريد مسنين وأطفال ونساء في أدلب ، ومن عشرات الصحفيين الأتراك الذين تمت تصفيتهم عبر مخابرات كبيرهم الذي علمهم المؤامرات ، والآلاف الذين يقبعون في سجونه ، ومن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العراقيين ، ومن أعداد القتلى الذين سقطوا في إيران .. فكل تلك الجرائم التي ذهب ضحيتها آلاف البشر ، لا تشكل أهمية أمام جريمة قتل واحدة أدانتها الحكومة السعودية وكل مواطن فيها .

كنت سأسمي منظمة حقوق الإنسان بمنظمة حقوق الحيوان ، لكنني تداركت الأمر ، فمنظمة حقوق الحيوان أسمى وأرقى من منظمة تتجاهل القتل الجماعي البيّن ، وتنفخ في كل قضية لها علاقة بالمملكة مهما صغرت دون غيرها .

مشكلة تلك الأبواق أنها لم تدرك بعد ، أن المملكة لا تخضع للابتزاز ، ولن تدفع هللة واحدة لهم حتى لو استمر نعيقهم عشرات السنين . والأمر ذاته مع تلك الدول التي تدعي العدالة وهي في الحقيقة تمارس أبشع أنواع الإبتزاز . المملكة اليوم تعتمد في قوتها – بعد الله – على اللحمة الوطنية ، وتستمد تلك القوة من المجتمع السعودي الذي بات في الصف الأمامي للدفاع عن وطنه وقيادته الحكيمة . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *